أمِّيّ: الأمِّيُّ
هو الذي لم يدرس أو يتدارس كتابا منزلا من عند الله وكذلك وصف اللهُ عزَّ وجلَّ
محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالأمّيِّ في المثاني:
ـ ﴿الذين يتبعون الرسولَ النبيَّ الأمِّيَّ﴾ الأعراف
ـ ﴿فآمنوا بالله ورسوله النبيِّ الأمِّيِّ﴾ الأعراف
وتنزل في القرآن كذلك
وصف العرب الذين نشأ فيهم محمد صلى الله عليه وسلم بالأمّيّين في قوله ﴿هو الذي بعث في
الأميين رسولا منهم﴾ الجمعة
وتضمن القرآن تبيان الوصف
بالأمية في المثاني:
ـ ﴿نحن نقصُّ عليكَ أحسنَ القصص بما أوحينا
إليكَ هذا القرآنَ وإن كنتَ من قبله لمن الغافلين﴾ يوسف
ـ ﴿وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه
بيمينك إذن لارتاب المبطلون﴾ العنكبوت
ويعني أن
أمِّــيَّــتَه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانت بسبب غفلته عن الكتاب المنزل
قبله أي عن التوراة والإنجيل وعن الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى إذ لم يكن صلى
الله عليه وسلم يتلو قبل القرآن كتابا منزلا ولا يخطه بيمينه أي لا يتدارسه ولا
يدرسه.
وكان العرب قبل تنزل القرآن
أمِّيّين إذ لم يكن لهم كتاب منزل ولم يتدارسوا كتابا منزلا من عند الله كما فيقوله
تعالى:
﴿وهذا كتابٌ أنزلناه مبارك فاتَّبِعوه واتَّقوا
لعلكم ترحمون أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم
لغافلين﴾ الأنعام
﴿وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم
قبلك من نذير﴾ سبأ
﴿أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تَـخَيَّرون﴾ القلم
وكما كان من العرب من يقرأون
ويكتبون بأيديهم الأشعار والرسائل وغيرها فقد كان من أهل الكتاب يهودا ونصارى أميّون
كذلك بقرينة قوله تعالى ﴿ومنهم أميون
لا يعلمون الكتب إلا أماني﴾ البقرة، ولعل
من أماني أهل الكتاب تصوراتهم وموازينهم التي منها قوله ﴿ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل﴾ آل عمران، وإنما وقعت
في القرآن مقابلة الأميين مع الذين أوتوا الكتاب أي درسوه وتدارسوه دون سائر أهل الكتاب
كما في قوله ﴿وقل للذين أوتوا
الكتاب والأميين ءأسلمتم﴾ آل عمران، وإنما
أوتِـيَ الكتاب طائفة من أهل الكتاب درَسوا ما فيه كما في قوله ﴿ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا
يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه﴾ الأعراف.
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
ردحذف