باب الهمز المفرد
قلتُ في النظم:
35/ بَرِيَّةِ فَاهْمِزْ كَالنُّبُوَّةِ مَعْ بَرِي / هَنِيئًا مَرِيئًا جُزْءُ هَيْئَةِ فِي كِلَا
قرأ نافِع بالهمز في حرفي البيّنة: ﴿شَرُّ الْبَرِيئَةِ﴾[البيّنة 6] ﴿خَيْرُ الْبَرِيئَةِ﴾ [البيّنة 7]، وقرأه أبو جعفر بالإبدال والإدغام.
وتفرّد نافع بالمدّ والهمز في باب النبوة مطلقا كيف جاء نحو:
﴿وَالنُّبُوءَةَ ثُمَّ﴾ [آل عمران 79]
﴿وَإِذْ أّخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيئِنَ﴾ [آل عمران 81]
﴿قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِئَاءَ اللهِ مِن قَبْلُ﴾ [البقرة 91].
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيءُ﴾ كما في الطلاق والتحريم والأحزاب
وهمز نافع:
﴿ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَريئًا﴾ [النساء 112]
﴿أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ﴾ [يونس 41]
وكذلك ﴿بريءٌ﴾ تسعتها في [الأنعام 19] [الأنعام 78] [الأنفال 48] [براءة 3] [يونس 41] [هود 35] [هود 54] [الشعراء 216] [الحشر 16].
وأدغمها أبو جعفر في وجه.
وهمز نافع:
﴿هنيئا مريئا﴾ [النساء 4] الحرفان كل على حدة
﴿كُلُوا واشْرَبُوا هَنِيئًا﴾ [الطور 19] [المرسلات 43] وفي [الحاقة 24]
وأدغمها أبو جعفر في وجه.
وهمز نافع:
﴿ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا﴾ [البقرة 260]
﴿وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا﴾ [الزخرف 15]
﴿لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ﴾ [الحجر 44]
وتفرّد أبو جعفر بالحذف والثقل فيهن.
وهمز المدنيّان:
﴿كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ﴾ في الحرفين المعرّفَيْنِ [آل عمران 49] [المائدة 110].
وقرأهما أبو جعفر في وجه ثان بالإدغام.
قلتُ في النظم:
36/ وَأَبْدِلْ ضِئَا بَادِي وَضِئْزَى وَمُؤْصَدَهْ / وَبِئْسٍ وَيَأْجُوجٍ وَمَأْجُوجَ عُزَّلَا
قرأ المدنيّان بإبدال الهمزة المفتوحة ياء خالصة مفتوحة في:
﴿وَلَقَد ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً﴾ [الأنبياء 48]
﴿هُوَ الذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً﴾ [يونس 5]
﴿مَنْ إِلَـهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ﴾ [القصص 71]
وتفرّد قنبل بالهمز.
وقرأ المدنيّان بإبدال الهمزة المفتوحة ياء خالصة مفتوحة في ﴿بَادِيَ الرأْيِ﴾ [هود 27] للدلالة على الرأي الظاهر غير العميق، وتفرّد أبو عمرو بالهمز.
وقرأ المدنيّان بإبدالِ الهمزة الساكنة حرف مدّ من جنس الكسرة قبلها في ﴿قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾ [النجم 22].
وتفرّد ابن كثير بالهمز.
وقرأ المدنيّان بإبدال الهمزة الساكنة حرف مدٍّ من جنس الضّمّة قبلها في ﴿مُوصَدَةٌ﴾ [البلد 20] [الهُمَزَة 8].
وقرأ المدنيّان بإبدال الهمزة الساكنة حرف مدّ من جنس الكسرة قبلها في ﴿بِعَذَابٍ بِيسٍ﴾ [الأعراف 165 وهي صفة للاسم قبلها وليست فعلا.
وقرأ المدنيّان بإبدال الهمزة الساكنة في حرفيْ:
﴿إنّ يَاجُوجَ وَمَاجُوجَ مُفْسِدُونَ﴾ [الكهف 94]
﴿حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَاجُوجُ وَمَاجُوجُ﴾ [الأنبياء 96]
وتفرّد عاصم بالهمز.
قلتُ في النظم:
37/ وَلَا قَلْبَ فِي يَيْأَسْ،
قرأ المدنيّان:
﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَوْحِ اللهِ إنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَوحِ اللهِ إلَّا الْقَوْمُ الكافرون﴾ [يوسف 87]
﴿أفَلَمْ يَيْأَسِ الذِينَ ءَامَنُوا﴾ [الرعد31]
﴿حتى إذا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ﴾ [يوسف 110]
﴿فلمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنه﴾ [يوسف 80]
بالهمزة في موضع العين أي قبل السين من فعل (يَئِسَ) وكذلك تنزل القرآن في المتفَقِ عليه نحو ﴿أولَئِكَ يَئِسُوا مِن رَحْمَتِي﴾ [العنكبوت 23] ﴿قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ﴾ [الممتحنة 13] ﴿إنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾ [هود 9] ﴿فيَئُوسٌ قَنُوطٌ﴾ [فصلت 49] ﴿اليَوْمَ يَئِسَ﴾ [المائدة 3] ﴿كان يَئُوسًا﴾ [الإسراء 83].
وتفرّد أبو ربيعة عن البزي وكذلك المطوّعي عن الأعمش بالقلب أي من فعل (أيِسَ).
قلتُ في النظم:
.... وبِالْحَذْفِ صَابِئٍ / يُضَاهُونَ تُرْجِي مُرْجَئُونَ فَاعْقِلَا
تفرّد المدنيّان بحذف الهمزة في:
﴿والصَّابِينَ﴾ [البقرة 62] [الحج 17]
﴿والصَّابُونَ﴾ [المائدة 69]
وقرأ المدنيّان بحذف الهمز في:
﴿يُضَاهُونَ قَوْلَ الذِينَ كَفَرُوا﴾ [براءة 30]
وتفرّد عاصم بالهمز.
وقرأ المدنيّان بحذف الهمزة في:
﴿وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأمْرِ الله﴾ [براءة 106]
﴿تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنّ﴾ [الأحزاب 51]
قلتُ في النظم:
38/ أَرَيْتَ جَمِيعًا سَهَّلَ الْهَمْزَ ثَانِيًا / وَزِدْ أَزْرَقًا وَجْهًا بِالِابْدالِ مُسْبِلَا
قرأ المدنيّان بتسهيل الهمزة الثانية وهي التي بعد الراء بين بين أي بين الفتحة والألف في هذا الباب المبدوء بهمزة الاستفهام وأول حرف منه هو ﴿أَرَءَيْتَكُمْ﴾ [الأنعام 40 ـ 47] ومنه ﴿أَرَءَيْتَكَ هذا الذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ﴾ [الإسراء 62] و ﴿أَفَرَءَيْتَ﴾ [مريم 77] [الشعراء 205] [الجاثية 23] [النجم 33] و ﴿أَفَرَءَيْتُم﴾ [الشعراء 75] [الزمر 38] [النجم 19] [أربعة الواقعة] و ﴿أَرَءَيْتُم﴾ حيث وقعت، و ﴿أَرَءَيْتَ﴾ حيث وقعت.
وللأزرق وجه ثانٍ بإبدال الهمزة الثانية ألفا خالصةَ وله المدّ اللازم المتصل إذن.
قلتُ في النظم:
39/ لِيُوسُفَ عُتْقٍ هَمْزَةَ اللَّاءِ سَهِّلَنْ/ أَوَ ابْدِلْ وَبَاقٍ قَصْرَ هَمْزٍ بِهِ تَلَا
40/ وَمُدَّ لَهُمْ مِنْ قَبْلِ هَمْزٍ مُحَقَّقٍ / وَيُوسُفُ عُتْقٍ خُلْفُ مَدٍّ تَأَصَّلَا
قرأ الأزرق وعبد الصمد ﴿اللَّائِي﴾ في [الأحزاب 4] [المجادلة 2] وحرفي [الطلاق 4] حالة الوصل بما بعدها بوجهين: أحدهما: إبدال الهمزة المكسورة ياء خالصةً مكسورة وعليه اقتصر الداني في التّعريف ولعله سبب تقديمه لدى المنجرة وابن غازي وأبي عبد الرحمان الرحماني في التكميل، وثانيهما: تسهيل الهمزة المكسورة بين بين أي بين الهمزة والكسرة، ولهما المدُّ اعتدادا بالأصل أو القصر اعتدادا بالعارض.
واختار لهما الداني الوقف بياء ساكنة غير مدِّيّةٍ قياسا.
وقرأ الأصبهاني وإسماعيل والمسيبي وقالون بهمزة محققة من غير ياء بعدها ولهم المدُّ المتصل قبل الهمزة المحققة.
وقرأ أبو جعفر كوجه الأزرق وعبد الصمد بتسهيل الهمزة المكسورة بين بين.
قلتُ في النظم:
  41/ وَهَمْزُ هَأَنْتُمْ حَقَّقَ الْأَسَدِي وَيَقْـ/ـصُرُ الْهَاءَ، زِدْ وَجْهًا لِيُوسُفَ مُبْدِلَا
للأصبهاني تحقيق الهمزة من غير ألف قبلها في ﴿هَـأَنْتُمْ﴾ [آل عمران 66 ـ 119] [النساء 109] .
وللأزرق وجه ثانٍ بإبدال همزة بين بين ألفا فيمدّ مشبِعا إذن.
وقرأ عبد الصمد وإسماعيل والْمُسَيِّبي بالألف بعد الهاء فهمزة بين بين بعده، وكذلك قراءة أبي جعفر.
وأما الاستدلال على القراءة بالنظر في أصل الهاء فأحسبه ـ والله أعلم ـ قياسًا تُغنِي عنه الرواية.
قلتُ في النظم:
42/ وَلِلْأَسَدِي الْإِيوَاءَ أَبْدِلْ، لِعُتْقِ زِدْ / بِتَحْقِيقِ هَمْزٍ مِثْلَ سَائِرِهِمْ تَلَا
43/ وَتُؤْوِي مَعًا لِلْأَصْبَهَانِيِّ أَدْغِمَنْ /
جزم الداني في التعريف على أنّ للأصبهاني إبدالَ الهمزة الساكنة حرف مدّ من جنس ما قبلها في باب الإيواء مطلقا نحو ﴿الماوَى﴾ الأربعة في [السجدة 19] [النجم 15] وحرفي [النازعات 39 ـ 41] و ﴿مَاوَاهُ﴾ الثلاثة [آل عمران 162] [المائدة 72] [الأنفال16] و ﴿مَاوَاهُم﴾ حيث وقعت وأولها [آل عمران 151] و﴿فَاوُوا﴾ [الكهف 16] و ﴿التي تُووِيه﴾ [المعارج 13] و ﴿تُووي إليْكَ﴾ [الأحزاب 51].
وأن لعبد الصمد في غير ﴿تُؤْوي﴾ و﴿تُؤْوِيهِ﴾ الوجهين بين الإبدال والهمز، أي أنّ له في الفعلين تحقيقَ الهمز الساكن كالجماعة عن نافع وهم غير الأصبهاني.
وأنّ للأزرق في جميع الإيواء فعلا كان أو اسما تحقيق الهمز الساكن وكذلك قالون وإسماعيل والمسيبي.
ونصّ الداني في التعريف على قراءته للأصبهاني ﴿تُؤْوِي﴾ و ﴿تُؤْوِيهِ﴾ بالوجهين أي بالبدل وذكرتُه مع عموم الباب، وبالإدغام وذكرتُه هنا منفصلا بعد البيان الأول.
وقرأ إسماعيل والمسيّبي وقالون بتحقيق باب الإيواء.
وأبدل أبو جعفر باب الإيواء وجمع بين الواوَيْن من غير إدغام.
قلتُ في النظم:
وَفِي سَاكِنِ الْهَمْزَاتِ يَتْلُو مُبَدِّلَا
44/ كَفِي إِن نَّشَأْ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ تَسُؤْكُمُو / سِوَى كُلَّ جِئْ نَبِّئْ وَمَاضٍ فَثَقَّلَا
45/ وَحَقِّقْ لَهُ هَيِّئْ قَرَأْتَ وَلُؤْلُؤًا / جَمِيعًا،
سيأتي قريبا بيان إبدال ورش كل همزة ساكنة وقعت فاء فعل، واضطرَّني إلى تأخير الهمزة الساكنة الواقعة فاء فعل الحرصُ على جمع مذهب الأصبهاني، وقد عمّمتُ هنا ولا بأس في التعميم وقصدت به هنا قراءة الأصبهاني بإبدال كل الهمز الساكنة الواقعة عينًا أو لامًا نحو: ﴿وَمِنَ الضَّانِ﴾ [الأنعام 143] و ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَانٍ﴾ [سورة الرحمان 29] و ﴿كَاسًا كان مِزَاجُهَا﴾ [الإنسان 17] و ﴿وما جَعَلْنا الرُّويَا التي﴾ [الإسراء 60] ﴿رُويَايَ مِن قَبْلُ﴾ [يوسف 100] و ﴿سَبْعَ سِنِينَ دَابًا﴾ [يوسف 47] و ﴿حيث شِيتُمْ رغَدًا﴾ [البقرة 58] و ﴿هَلِ امْتَلَاتِ﴾ [ق 30].
وأورَدتُّ أمثلة الهمزة الواقعة لامَ فعل الساكنة بعامل وذلك قولي في النظم " كَفِي إِن نَّشَأْ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ تَسُؤْكُمُو" اهـ نحو:
﴿إن نَّشَا نَخْسِفْ بِهِمُ الأرضَ﴾ [سبأ 9]
﴿أمْ لَمْ يُنَبَّا بِما في صحف موسَى وإبراهيمَ﴾ [النجم 36]
﴿لا تَسْأَلُوا عن أشياءَ إن تُبْدَ لكم تَسُوكُمْ﴾ [المائدة 101]  
﴿إن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُوهُم﴾ [آل عمران 120]
وشبهه.
واستثنى الأصبهاني من الهمزات الساكنة همزات حققها فلم يبدلْها وهي:
كل همز ساكن في فعل المجيء نحو ﴿ثُمَّ جِئْتَ﴾ [طه 40]، ﴿ولقد جِئْتُمُونَا﴾ [الأنعام 94] [الكهف ]، ﴿قالوا بَلْ جِئْنَاكَ﴾ [الحجر 63].
وكذلك ﴿أَنْبِئْهُم بِأسمائهم﴾ [البقرة 33] ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضيفِ إبراهيم﴾ [الحجر 51]، همزها ولم يبدلها.
وكذلك ﴿إلا نَبَّأْتُكُمَا﴾ [يوسف 37] وهو الماضي المثقّل بالتضعيف همزه ولم يبدله.
وكذلك ﴿وَهَيِّءْ لنا مِن أمرِنا رَشَدًا﴾ [الكهف 10] ﴿وَيُهَيِّءْ لكم من أمرِكم﴾ [الكهف 16] همزهما ولم يبدِلْهما.
وكذلك ﴿اقْرَأْ﴾ في [الإسراء 14] وحرفي [العلق 1 ـ 3] ﴿قرأْتَ﴾ [النحل 98] و [الإسراء 45] ﴿فإذا قرَأْنَاهُ﴾ [القيامة 18] همزَه ولم يُبْدِلْهُ.
وكذلك ﴿ولُؤْلُؤًا﴾ في [الحج 23] [فاطر 33] وفي [الإنسان 19] ﴿كأنهم لُؤْلُؤٌ﴾ [الطور 24] ﴿يخرج منهما اللُّؤْلُؤُ﴾ [سورة الرحمان 22] ﴿كأمثالِ اللُّؤْلُؤِ المكنونِ﴾ [الواقعة 23] همزَه ولم يبدِلْهُ.
وقصدت التعميم في المستثنى بقولي جميعا.
وقرأ الأزرق وعبد الصمد وإسماعيل والْمُسَيِّبي ذلك بالتحقيق.
وقرأ أبو جعفر بإبدال كل همزة ساكنة فاءً أو عيْنًا أو لامًا باستثناء كلمتين هما ﴿أَنْبِئْهُمْ﴾ [البقرة 33]﴿ونَبِّئْهُمْ﴾ [الحجر 51]، وله الوجهان في ﴿نَبِّئْنَا﴾ [يوسف 36].
قلتُ في النظم:
وَفِي الْهَمْزِ الْمُحَرَّكِ أَبْدَلَا
46/ بِيَا بَعْدَ كَسْرٍ أَوْ بِوَاوٍ لِضَمَّةٍ / فَإِنْ يَنْفَتِحْ مَا قَبْلَهَا عَنْهُ سَهِّلَا
47/ كَفِي مُلِئَتْ مَعْهُ الْفُؤَادُ بِأَنَّهُ / وَسَهِّلْ أَوِ احْدَى هَمْزَتَيْ أَمْلَأَنْ وِلَا
قرأ الأصبهاني بإبدال الهمز المحرَّكِ بالفتح بعد الكسر ياء خالصة مفتوحة نحو ﴿مُلِيَتْ حَرَسًا﴾ [الجن 8] ﴿إن نَاشِيَةَ الليلِ﴾ [المزمل 6] ﴿إن شانِيَكَ هو الأبْتَرُ﴾ [آخر الكوثر] وكذلك ﴿بأَنَّهُ﴾ ﴿بِأَنَّهُمْ﴾ خالفَ فيها المرسوم، وكذلك قراءة أبي جعفر.
وقرأ الأزرق وعبد الصمد وإسماعيل والمسيّبي بالتحقيق.
وقرأ الأصبهاني بإبدال الهمز المحرك بالفتح بعد الضمة واوا خالصة مفتوحة نحو ﴿فُؤَادُ أمِّ موسَى﴾ [القصص 10] ﴿واللهُ يُؤَيِّدُ بنصرِه مَن يشاءُ﴾ [آل عمران 13] ﴿وَالْمُوَلَّفَةِ قلوبُهم﴾ [براءة 60] ﴿كِتابا مُوَجَّلًا﴾ [آل عمران 145] ﴿ولو يُوَاخِذُ﴾ [النحل 61] [فاطر 45] ﴿ربَنا لا تُواخِذْنَا﴾ [البقرة 286] وكذلك سائر الباب لسائر الرواة عن ورش، وكذلك قراءة أبي جعفر.
وقرأه قالون وإسماعيل والْمسيّبي بالتحقيق.
وتفرّد الأصبهاني بتسهيل الهمزة المفتوحة بعد فتح بين بين نحو ﴿كَأَنَهم﴾ ﴿أَفَأَنْتُمْ﴾ ﴿رَأَيْتَ﴾ وسائر الباب.
وتفرّد الأصبهاني بالتسهيلِ بين بين الهمزتين معا أو إحداهما في أربعة ﴿لأمْلأَنَّ جهنّمَ﴾ [الأعراف 18] [هود 119] [السجدة 13] [ص 85] وكذلك قرأ الداني على فارس.
قلتُ في النظم:
48/ لِيُوسُفَ عُتْقٍ فِي لِئَلَّا مُؤَذِّنٌ / فَأَبْدِلْ، وَوَرْشٌ سَاكِنَ الْفَاءِ أَبْدَلَا
49/ وَذُو الْفَتْحِ عَنْ ضَمٍّ،
قرأ الأزرق وعبد الصمد:
﴿لِيَلَّا﴾ [البقرة 150] [النساء 165] [الحديد 29]
﴿مُوَذِّنٌ﴾ [الأعراف 44] [يوسف 70]
بإبدال الهمزة المفتوحة بعد كسر ياء خالصة مفتوحة، وبإبدال الهمزة المفتوحة بعد ضم واوا خالصة مفتوحة، ويعني ليس للأصبهاني فيهما غير تحقيق الهمز وكذلك قرأ قالون وإسماعيل والمسيبي، وأبو جعفر بإبدال ﴿مُوَذِّنٌ﴾ وبتحقيق ﴿لِئَلَّا﴾ التي تفرّد الأزرق وعبد الصمد بإبدالها.
وقرأ ورشٌ بإبدال الهمزة الساكنة الواقعة فاء من الفعل حرف مدٍّ من جنس ما قبلها نحو ﴿والْمُومِنون﴾ [البقرة 285] ﴿يؤفكون﴾ [المائدة 75] ﴿يالَمون﴾ [النساء 104] ﴿استَاجِرْهُ﴾ [القصص 26] ﴿فاتِنا﴾ [الأعراف 70] ﴿مامَنَهُ﴾ [براءة 6] وشبهه وكذلك ﴿الذي ؤْتُمِنَ﴾ [البقرة 283] وتُقرأُ لورشٍ هكذا (الذِيتُمِنَ)، ﴿لِقَاءَنا ائْتِ﴾ [يونس 15] وتُقرأ لورش هكذا (لِقاءَنَاتِ) ﴿يَا صَالِحُ ائْتِنا﴾ [الأعراف 77] وتُقرأ لورش هكذا (يا صالِحُوتِنَا) ﴿وقال الْمَلِكُ ائْتُونِي به﴾ [يوسف 50 ـ 54] وتُقرأ لورش هكذا (الْمَلِكُوتُنِي)، وتقدمت قراءة الأصبهاني بالإبدال وأفاد النظم هنا قراءة الأزرق وعبد الصمد به معه.
وقرأ قالون وإسماعيل والْمسَيّبِي بالتحقيق.
وقرأ ورشٌ بإبدال الهمزة المفتوحة الواقعة فاء فعلٍ بعد ضم واوا خالصة مفتوحة نحو ﴿فَلْيُوَدِّ﴾ [البقرة 283] ﴿واللهُ يُوَيِّدُ﴾ [آل عمران 13] ﴿مُوَجَّلًا﴾ [آل عمران 145] ﴿يُوَخِّرُهُمْ﴾ [فاطر 45] ﴿لا تُوَاخِذْنَا﴾ [البقرة 286] وشبهه، وتقدمت قراءة الأصبهاني بالإبدال وأفاد النظم هنا قراءة الأزرق وعبد الصمد به معه، وكذلك قرأ أبو جعفر ال بالإبدال.
وقرأ قالون وإسماعيل والْمسَيّبِي بالتحقيق.
قلتُ في النظم:
وَمُؤْتَفِكَهْ وَجَمْـ/ عُهَا عِندَ حُلْوَانٍ وَوَرْشٍ تَبَدَّلَا
قرأ ورش والحلواني عن قالون بإبدال الهمز الساكن في:
﴿والْمُوتَفِكَةَ أهْوَى﴾ [النجم 53]
﴿وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُوتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ﴾ [الحاقة 9]
﴿وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُوتَفِكَاتِ﴾ [براءة 70]
وتقدمت قراءة الأصبهاني بالإبدال.
وقرأ سائر الطرق النافعية بالتحقيق.
وقرأها أبو جعفر بالإبدال.
قلتُ في النظم:
50/ وَأَبْدَلَ بِئْرٍ وَرْشُ مَعْهُ مُسَيِّبٌ / وَفِي الذِّئبُ بِئْسَ الْفِعْلُ عَنْ وَرْشِ أَبْدِلَا
قرأ ورش والمسيّبي بإبدال الهمزة الساكنة في ﴿وَبِيرٍ مُعَطَّلَةٍ﴾ [الحج 45] وحققها قالون وإسماعيل.
وقرأ ورش بإبدال الهمزة الساكنة في ﴿الذِّيبُ﴾ ثلاثتها في سورة [يوسف 13 ـ 14 ـ 17]، وقرأ قالون وإسماعيل والْمسَيّبِي بالتحقيق.
وقرأ ورش بإبدال الهمز الساكن في ﴿بِيسَ﴾ مفتوحة السين وهي الفعل حيث وقع نحو ﴿بِيسَ الاِسْمُ الفُسوقُ﴾ [الحجرات 11] ﴿بِيسَما شَرَوْا به أنفُسَهم﴾ [البقرة 90] ﴿بِيسَ لِلظّالِمِينَ بَدَلًا﴾ [الكهف 50].
وقرأها قالون وإسماعيل والْمسَيّبِي بالتحقيق.
قلتُ في النظم:
51/ وَحَقِّقْ وِرِئْيًا وَرْشُ أَدْغَمَ غَيْرُهُ / وَيُوسُفُ عُتْقٍ أَدْغَمَا فِي النَّسِي وِلَا
قرأ ورشٌ وحده ﴿وَرِئْيًا﴾ [سورة مريم 74] بتحقيق الهمز، ولغيره من طرق نافع بثقل الياء من غير همز، وكذلك قرأ أبو جعفر.
وقرأ الأزرق وعبد الصمد بالإدغام في ﴿إنّما النَّسِيُّ﴾ [براءة 37] بالإدغام، وافقا قراءة أبي جعفر، وقرأ الأصبهاني وإسماعيل والْمُسيِّبي وقالون بالإظهار فيها أي بالمد والهمز.

باب نقل حركة الهمز إلى الساكن قبله
قلتُ في النظم:
52/ وَإِنْ سَاكِنٌ قَدْ صَحَّ آخِرَ كِلْمَةٍ / سِوَى هَاءِ سَكْتٍ فَاطْرَحِ الْهَمْزَ مُسْهِلَا
53/ وَحَرِّكْ لوَرْشٍ،
تفرّد ورش بإلقاء حركة الهمزة إذا كانت أول كلمة على الساكن قبلها في آخر الكلمة قبلها نحو: ﴿مَنَ -امَنَ﴾ [البقرة 62] ﴿قَدَ اَفْلَحَ﴾ [بداية الفلاح] ﴿هَلَ اَتَاكَ﴾ [بداية الغاشية] ﴿خَلَوِا اِلَى﴾ [البقرة 14] ﴿ذَوَاتَيُ اكْلٍ﴾ [سبأ 16] ﴿وَاذْكُرِ اِسْمَاعِيلَ﴾ [ص 45] وشبهه، وإنما يمتنع النقل إنْ كان الساكن حرْفَ مدٍّ أو هاء سَكْتٍ.
وقرأ غيرُ ورش بتحقيق الهمز وإثباتِ السكون قبلها إلا ما يأتي من استثناء.
قلتُ في النظم:
ثُمَّ نَقْلُ كِتَابِيَهْ / لَدَى الْأَسَدِي وَالْعُتْقِ قَدْ عُدَّ مُخْمَلَا
وأثبت الدّاني رحمه اللهُ ترك النقل للأزرق في ﴿كِتابِيَهْ إِنِّي﴾ [الحاقة 19] وأثبت لعبد الصمد والأصبهاني النقل إلى هاء السكت في حرف الحاقة.
قلتُ في النظم:
54/ وَفِي يُونُسٍ ءَالَانَ مَعْ أَخَوَاتِهَا / تَـخَيَّرْ لِهَمْزِ الْوَصْلِ سَهِّلْ وَأَبْدِلَا
اتّفق القراء على:
﴿ءَالْئَانَ وقد كنتم به تستعجلون﴾ [يونس 51]
﴿ءَالْئَانَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ﴾ [يونس 91]
﴿قُلْ ءَاللهُ أذِنَ لَكُمْ﴾ [يونس 59]
﴿ءَاللهُ خَيْرٌ أَم مَّا تُشْرِكُونَ﴾ [النمل 59]
﴿ءَالذّكَرَيْنِ﴾ معا في [الأنعام 143 ـ 144]
بالوجهيْنِ في همزة الاستفهام أحدهما تسهيلها بين بين وثانيهما إبدالها حرف مدٍّ خالص مشبع للساكن قبله، والنص في جامع البيان بالمدِّ.
قلتُ في النظم:
55/ وَءَالَانَ فَانْقُلْ، وَابْنُ عَبْدُوسَ خُلْفُهُ / لِدَانٍ، وَلَا تَنْقُلْ لِذِي سَبْعَةِ الْمَلَا
قرأ نافع بنقل حركة الهمزة الثانية بعد اللام الساكنة إلي الساكن قبلها في ﴿ءَالَانَ﴾ الحرفين المستفهم فيهما في [يونس 51 ـ 91]، ووافقه ابن وردان.
ولأبي الزعراء الوجهان في التعريف عنه أخذ بهما الداني، واقتصر ابن مجاهد في روايته عن أبي الزعراء على ترك النقل.
قلتُ في النظم:
56/ وَلِلْعُرْفِ نَقْلُ الْوَرْشِ، لَانَ مُفَسِّرٌ / كَوَرْشٍ، وَنَجْمٌ نَقْلُ كُلٍّ تَثَقَّلَا
57/ وَيَهْمِزُ عِيسَى، غَيْرُهُ الْوَاوُ حَرْفُ مَدْ /
تفرّد ورش بالنقل إلى لام التعريف مطلقا نحو ﴿الَاسْماءَ﴾ [31] ﴿الَابْرَارِ﴾ [آل عمران 193] ﴿وبِالَاخِرَةِ﴾ [البقرة 4] ﴿سِيرَتَها الُاولَى﴾ [طه 21] ﴿بالِايمَانِ﴾ [البقرة 108].
ووافق ابنُ فرح ورْشًا على النقل في ﴿الاَنَ﴾ غَيرُ الْمُستفهَم بها حيث وقعت نحو ﴿قالوا الَانَ جِئْتَ بالحقِّ﴾ [البقرة 71] ﴿الَانَ خفّفَ الله عنكم﴾ [الأنفال 66] ﴿فمن يستمعِ الَانَ﴾ [الجن 9].
وسائر طرق نافع بالتحقيق.
وقرأ المدنيّان بالنقل في ﴿عادًا الُّاولَى﴾ [النجم 50] وتدغم لزوما نون التنوين الساكنة في اللام التي أُلْقِيَتْ عليها ضمة الهمزة بعدها.
وتفرّد قالون بهمز الواو وإسكانها بعد ثقل ضمة اللام.
وقرأ غير قالون بالواو المدية بعد ثقل ضمة اللام.
قلتُ في النظم:
وَمِلْءُ فَحَقِّقْ، أَصْبَهَانِي لَهُ انْقُلَا
قرأ إسماعيل والْمُسيّبي وقالون والأزرق وعبد الصمد بإسكان اللام وتحقيق الهمزة بعده في ﴿مِلْءُ الأرضِ ذَهَبًا﴾ [آل عمران 91].
وتفرّد الأصبهاني بضمِّ اللام بحركة الهمزة الملغاة تلاوة، وافقه ابن وردان.
قلتُ في النظم:
58/ وَنَقْلُ رِدًا أَطْلِقْ،
قرأ المدنيّان ﴿فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدًا﴾ [القصص 34] بتحريك الدال الساكنة بنقل تنوين الهمزة إليها وإسقاط الهمزة.
قلتُ في النظم:
وَعُتْقِي وَأَزْرَقٌ / وَءَابَاؤُنَا الْحَرْفَيْنِ بِالْهَمْزِ أَوَّلَا
59/ وَبِالْوَاوِ عَطْفًا، ثُمَّ سَائِرُهُمْ بِأَوْ / لِعَطْفٍ، وَنَقْلُ الْأَصْبَهَانِيِّ قَدْ جَلَا
قرأ الأزرق وعبد الصمد:
﴿أَوَءَاباؤُنَا﴾ الحرفان في [الصافات 17] و [الواقعة 48] بهمزة قطع للاستفهام قبل الواو المفتوحة، ويعني اعتبارَ حرفين قبل ﴿ءَابَاؤُنَا﴾ هما همزة الاستفهام وحرف العطف الذي هو الواو المفتوحة في جميع أحوالها.
وقرأ الأصبهاني وقالون وإسماعيل والمسيبي بحرف العطف ﴿أَوْ﴾ قبل ﴿ءَابَاؤُنَا﴾، ولا يخْفَى النقل للأصبهاني فيها ولكأنه يقرأ مثل الأزرق وعبد الصمد لولا اختلاف المعنى، وكذلك قرأ أبو جعفر بإسكان الواو.

باب الهمزتين من كلمة
قلتُ في النظم:
60/ وَتَسْهِيلُ ثَانِي الْهَمْزَتَيْنِ بِكِلْمَةٍ / وَلَا فَصْلَ عَنْ وَرْشٍ،
قرأ المدنيّان بتسهيل الهمزة الثانية من كلمةٍ بين بين نحو ﴿قالوا ءَأَنْتَ فعلتَ هذا﴾[الأنبياء 62] ﴿ءَأنْذَرْتَهُمْ﴾ [البقرة 6] ﴿أَؤُلْقِيَ﴾ [القمر 25] ﴿أَئِذَا كُنّا ترابًا﴾ [الرعد 5] ﴿أَءِلَـهٌ مع اللهِ﴾ [النمل 60].
ولم يقرأْ وَرْشٌ بألف الإدخال قبل الهمزة الثانية المليَّنة بين بين.
ويعني أن لقالون وإسماعيل والْمُسَيّبي الفصل بين الهمزتين بألف الإدخال مُطلقا لولا التفصيل التالي قبل المضمومة:
قلتُ في النظم:
وَفِي الضَّمِّ فُصِّلَا
61/ وَبِالْفَصْلِ إِسْحَاقٌ مُفَسِّرُهُمْ أَبُو / نَشِيطَ لَهُمْ عَنْ فَارِسٍ قَدْ تَسَلْسَلَا
62/ كَذَا أُشْهِدُوا،
وقرأ المسَيِّبِي وابن فرح وأبو نشيط بالفصل بألف الإدخال قبل الهمزة الثانية المضمومة نحو ﴿أَؤُنْزِلَ عليه الذِّكرُ﴾ [ص 8] ﴿أَؤُلْقِيَ﴾ [القمر 25] وكذلك قرأ الداني لهم على فارس، وكذلك يُدخلون ألف الفصل في ﴿أَؤُشْهِدُوا﴾ [الزخرف 19] ولأبي نشيط وجه ثان فيها بغير فصل.
ويعني أن ورشا وأبا الزعراء والقاضي والحلواني لا يُدخلون قبل الهمزة المضمومة.
وقرأ أبو جعفر بالفصل بألف الإدخال بين الهمزتين عموما.
قلتُ في النظم:
... وَاقْرَأْ لِيُوسُفَ مُبْدِلَ الـ/ـتِي اتَّفَقَتْ فَتْحًا سِوَى زُخْرُفٍ فَلَا
63/ وَفِيهَا لِعُتْقٍ أَخْبِرَنْ وَبِجَامِعٍ / بِنَصٍّ وَعَنْهُ الْوَجْهُ بِاسْتِفْهَامِهِ تَلَا
قرأ الأزرق بوجه ثانٍ الهمزة الثانية المفتوحة بإبدالِها ألفا خالصة نحو ﴿ءَانْتَ﴾ ﴿ءَانْذَرْتَهُمْ﴾ ويمدّ للسكون مشبعا.
واستثنى الأزرق حرف الزخرف ﴿ءَأَالِهَتُنَا﴾ [الزخرف 58] فلم يُبدِل الهمزة الثانية المفتوحة ألفا بل أبقاها مسهلة بين بين.
واقتصر الداني في التعريف على الإخبار لعبد الصمد في حرف الزخرف ﴿ءَالِهَتُنَا خيرٌ﴾ أي بهمزة واحدة، ونص له في جامع البيان على وجه ثان بالاستفهام أي بهمزتين ولا يخفَى إذنْ تسهيل الثانية بين بين وأخذ به ابن غازي وجها ثانيا لعبد الصمد.
قلتُ في النظم:
64/ مُفَسِّرُ إِسْحَاقٌ بِفَصْلِ أَئِمَّةً /
قرأ ابن فرح والمسيبي بألف الإدخال قبل الهمزة الثانية المكسورة المسهلة بين بين في خمسة ﴿أَئِمَّةً﴾ [براءة 12] [الأنبياء 73] [القصص 5 ـ 41] [السجدة 24]، وافقا أبا جعفر، وقرأ أبو الزعراء وقالون وورش بغير فصل فيها.
قلتُ في النظم:
مُكَرَّرُ الِاسْتِفْهَامِ شَفِّعْهُ أَوَّلَا
65/ سِوَى النَّمْلِ فَوْقَ الرُّومِ يَعْكِسُ فِيهِمَا / وَثَانِيهِ أُولَى الْمُزْنِ شَفِّعْهُ مُسْجَلَا
الاستفهام المكرر ورد في المواضع التالية:
الأول: ﴿قَوْلُهم أَءِذَا كنا ترابا إنَّا لفي خَلْقٍ جديد﴾ [الرعد 5]
الثاني: ﴿وَقالوا أَءِذا كنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا إِنَّا لمبعوثون خلقا جديدا قُل كونوا﴾ [أول الإسراء 49]
الثالث: ﴿وقالوا أَءِذا كنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا إِنَّا لمبعوثون خلقا جديدا أولم يرَوْا﴾ [ثاني الإسراء 98]
الرابع: ﴿قالوا أَءِذا مِتْنَا وكنَّا تُرابا وعظاما إنَّا لَمَبعوثون﴾ [قد أفلح 82]
السابع: ﴿وقالوا أَءِذَا ضَلَلْنا في الأرضِ إنَّا لفي خلقٍ جديد﴾ [السجدة 10]
التاسع: ﴿أَءِذا مِتْنَا وكنَّا ترابا وعظاما إِنَّا لمدينون﴾ [ثاني الصافات 53]
استفهم فيهنّ نافع في الأول من الستة وأخبر في الثاني، وعكس أبو جعفر.
الخامس: ﴿وقال الذين كفروا إذَا كنَّا ترابا وءَاباؤُنا أَءِنَّا لَمُخْرَجُون﴾ [النمل 67]
المدنيّان بالإخبار في الأول والاستفهام في الثاني.
السادس: ﴿إنَّكُم لَتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين أَءِنَّكم﴾ [العنكبوت 28 ـ 29]
المدنيّان بالإخبار في الأول وبالاستفهام في الثاني المجمع عليه بالاستفهام.
الثامن: ﴿أَءِذَا مِتْنَا وكنَّا تُرابا وعظاما إِنَّا لمبعوثون﴾ [أول الصافات 16]
العاشر: ﴿وكانوا يقولون أَءِذَا مِتْنَا وكنَّا تُرابا وعظاما إِنَّا لمبعوثون﴾ [الواقعة 47]
المدنيّان فيهما بالاستفهام في الأول الْمُجْمَع عليه بالاستفهام وبالإخبار في الثاني.
الحادي عشر: ﴿يقولون أءِنّا لمردودون في الحافرة إذا كنا عظاما نخرة﴾ [النازعات 10 ـ 11]
نافع بالاستفهام في الأول والإخبار في الثاني وعكس أبو جعفر.
وهم باستثناء ورش بالفصل قبل الهمزة الثانية المكسورة المسهلة بين بين، وكذلك أبو جعفر بالفصل مطلقا.
قلتُ في النظم:
66/ ثَلَاثُ ءَأَامَنْتُمْ لِعُتْقٍ بِخُلْفِه / وَشَفِّعْ بِلَا فَصْلٍ لِبَاقٍ مُرَتِّلَا
تفرّد عبد الصمد في وجه عنه بالإخبار في:
﴿قال فرعونُ ءَامَنْتُم به﴾ [الأعراف 123]
﴿قال ءَامَنْتُم له﴾ [طه 71] [الشعراء 49]
وقرأ إسماعيل والْمُسيّبي وقالون والأزرق والأصبهاني بالاستفهام فيهنّ من غير ألف إدخال بعد همزة الاستفهام، وافقهم عبد الصمد في وجهه الثاني، وكذلك قرأ أبو جعفر.
قلتُ في النظم:
67/ وَشَفِّعْ إِذَا مَا مِتُّ إِنَّكَ يُوسُفٌ / وَفِي أَعْجَمِي،
قرأ نافع بالاستفهام في:
﴿أءِذَا ما مِتُّ﴾ [مريم 66]
﴿أَءِنَّكَ لأنتَ يُوسُفُ﴾ [يوسف 90]
﴿ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾ [فصلت 44]
وقرأ أبو جعفر بالاستفهام في حرف مريم وفصلت وقرأ بالخبر في حرف يوسف، وتفرّد ابن ذكوان في وجه بالخبر في حرف مريم.
قلتُ في النظم:
.... وَاعْكِسْ بِعِمْرَانَ وَاعْقِلَا
68/ ءَأَنْ كَانَ أَذْهَبْتُمْ أَئِنَّ أَئِنَّكُمْ/ بِعُرْفٍ، وَحَرْفُ الْمُزْنِ إِنَّا تَحَمُّلَا
قرأ نافعٌ بالإخبار في:
﴿أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ﴾ [آل عمران 73]
﴿أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبنِينَ﴾ [القلم 14]
﴿أَذْهَبْتُم طيِّباتِكم﴾ [الأحقاف 20]
﴿قالوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا﴾ [الأعراف 113]
﴿إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ﴾ [الأعراف 81]
﴿إنَّا لَمُغْرَمُون﴾ [الواقعة 66]
وتفرّد ابن كثير بالاستفهام في حرف آل عران، وتفرّد شعبة بالاستفهام والتحقيق في حرف الواقعة، واستفهم وسهّل أبو جعفر في القلم والأحقاف، وأخبر في حرفي الأعراف

باب الهمزتين من كلمتين
قلتُ في النظم:
69/ وَإِنْ تَتَّفِقْ فِي كِلْمَتَيْنِ بِضَمَّةٍ / وَكَسْرٍ فَغَيْرُ الْوَرْشِ سَهَّلَ أَوَّلَا
قرأ قالون وإسماعيل والمسيبي بتسهيل الهمزة الأولى في آخر الكلمة من الهمزتين المتفقتين كسرا وضمًّا، أما الكسر فنحو: ﴿لِلنَّبِيءِ إنْ أَرَادَ﴾ [الأحزاب 50] ﴿بيُوتَ النَّبِيءِ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ﴾ [الأحزاب 53] ﴿هَـؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾ [البقرة 31] ﴿عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ [النور 33]، وأما الضم ففي موضع واحد هو ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾ [الأحقاف 32]، وقرأ ورش بتسهيل الثانية، وكذلك قرأ أبو جعفر.
قلتُ في النظم:
                                         70/ وَإِنْ تَتَّفِقْ فَتْحًا فَإِسْقَاطُ أَوَّلٍ /
قرأ قالون وإسماعيل والمسيبي بإسقاط الهمزة الأولى في آخر الكلمة من الهمزتين المتفقتين بالفتح نحو ﴿جَاءَ أَجَلُهَا﴾ [المنافقون 11] ﴿تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ [الأعراف 47] ﴿ولقد جَاءَ ءَالَ فرعونَ النُّذُرُ﴾ [القمر 41].
وقرأ أبو جعفر بتسهيل الثانية بين بين.
قلتُ في النظم:
وَحُلْوَانُ وَرْشٌ ثَانِ الُاخْتَيْنِ سَهَّلَا
قرأ الحلواني في وجهه الثاني وورشٌ بتسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المتفقتين عموما أي فتحا وكسرا وضمّا.
وعجَبِي ممن يُبدِلون للأزرقَ الهمزة الثانيةَ المتّفِقةَ من الهمزتين من كلمتين حرفَ مَدٍّ من الآخِذِين بطريق الدّانِي من الشناقطة وسائر الأقطار المغاربية وغيرهم من بلاد التكرور في المفتوحتين نحو ﴿جَاءَ أَجَلُهَا﴾ [المنافقون 11] وفي المكسورتَيْن نحو ﴿ومِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ﴾ [هود 71] وفي موضع المضمومتيْن ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾ [الأحقاف 32].
وإنّ تسهيلَ الثانية بين بين لورشٍ لطريقُ الدّانِي في التعريف والتيسير.
قال في التّعريف "وقرأ ورشٌ والحُلوانِي عن قالون بتسهيلِ الثانيَة من الهمزتيْن المتّفِقَتيْنِ بالفتح والكسر والضّمّ من كلمتين نحو ﴿جَاءَ اجَلُهُم﴾ [الأعراف 34] ﴿هَؤُلاءِ انْ كُنتُم صادِقين﴾ [البقرة 31] ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾ [الأحقاف 32]" انتهى.
وقال في التيسير "اعلم أنّهما إذا اتَّفَقَتَا بالكسر نحو قوله تعالى ﴿هَؤُلاءِ انْ كُنتُم﴾ و ﴿وَمِنَ النِّساءِ إلّا﴾ [النساء 24] وشبهه فقنبل وورش يجعلان الثانيَةَ كالياء الساكنة أي يسهّلونها بين بينَ.." انتهى.
وقال في التسير "فإذا اتَّفَقَتَا بالفتح نحو قوله تعالى ﴿فَإذا جَاءَ أجَلُهُم﴾ ﴿شَاءَ أنْشَرَهُ﴾ [عبس 22] وشبهه فورشٌ وقنبل يجعلان الثانيَةَ كالْمَدَّةِ أي بين بينَ" انتهى.
وقال في التيسير "فإذا اتّفقتا بالضم وذلك في موضع واحد في قوله تعالى في الأحقاف ﴿أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ﴾ لا غيرُ فورش وقنبل يجعلان الثانية كالواو الساكنة" انتهى
قلتُ: وهو عَيْنُ الدّراية في الثانية المضمومة بعد ضم فتسهيلها بين بين هو جعلها الواو الساكنة بسبب الضمّة قبلها، وهو فرْقُ ما بين تسهيلها بين بين لورش وقنبل وبين تسهيل الأولى من المتّفقتين بالضم لقالون والبزّي بجعل الأولى كالضمّة لوقوعها بعد الألِف.
وللأزرق وجه آخر بإبدال الثانية من المتفقتين حرف مَدٍّ خالص، قال ابن الجزري في النشر "وأمّا الأزرق فروَى عنه إبدال الهمزة في الأقسام الثلاثة حُرُوفَ مدٍّ كوجْهِ قُنبُلٍ جمهور أصحابِه الْمُصريين ومَنْ أَخَذ عنهم مِن المغاربة وهو الذي قطع به غيرُ واحِدٍ منهم كابن سُفْيَان والمهدوي وابن الفحّام الصّقلي وكذا في التبصرة والكافي وقالا إنّه الأحسَن له ولم يذْكُرْه الدَّانِي في التّيْسِيرِ وذَكَرَه في جامع البيان وغيره وقال إنّه الذي رواه الْمِصريّون عنه أداءً ثم قال والبدل على غير قياس ورَوَى عنه تسهيلَها بين بين في الثلاثة الأقسام كثيرٌ منهم كأبي الحَسَن بن غلبون وأبي الحَسَن بن بَلّيمة وأبي الطّاهر صاحب العنوان وهو الذي لم يذكُر في التيسير غيرَه وذكَر الوجهين جميعا أبو محمد مكّيّ وابن شريح والشاطبي وغيرهم" انتهى.
قلتُ في النظم:
71/ وَفِي هَؤُلَا إِنْ وَالْبِغَا عِنْدَ أَزْرَقٍ / لِخَاقَانَ كَسْرَ الْيَا مِن الثَّانِ أَبْدَلَا
قرأ الداني على شيخه الخاقاني للأزرق بوجه ثان في ﴿هَـؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ﴾ [البقرة 31] ﴿عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ﴾ [النور 33] بإبدال الهمزة الثانية في أول الكلمة ياءً خالصةَ الكسر.
واقتصر التعريف للأزرق على تسهيل الثانية من المتفقتين عموما بين بين كسائر المتّفقتين وعلى وجه ثانٍ بإبدال الثانية في حرف النور والبقرة ياء خالصة الكسر.
وتقدّم فيهما لأبي نشيط والقاضي وإسماعيل والْمُسيّبي والأصبهاني وعبد الصمد بتسهيل الثانية بين بين، وكذلك قرأ أبو جعفر.
وتقدّم فيهما للحلواني الوجهان أحدهما إسقاط الأولى وثنيهما تسهيل الثانية ين بين كالجماعة..
قلتُ في النظم:
72/ وَحَرْفَا النَّبِي وَالسُّو لِوَرْشٍ وَفَارِسٍ / لِحُلْوَانِهِمْ حَقِّقْ وَمِنْ بَعْدُ سَهِّلَا
73/ وَقَلْبٌ وَإِدْغَامٌ لِبَاقٍ،
قرأ ورش والحلواني من قراءة الداني على فارس ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ [يوسف 53] ﴿لِلنَّبِيءِ إنْ أَرَادَ﴾ [الأحزاب 50] ﴿بيُوتَ النَّبِيءِ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ﴾ [الأحزاب 53] بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
وقرأ إسماعيل والْمُسيّبي وأبو نشيط والقاضي حالة الوصل بقلب الهمزة الأولى في حرف يوسف واوا خالصة وإدغام الواو قبلها فيها وبتحقيق الهمزة الثانية في أول الكلمة وتحقيق الهمزة الثانية، وقرأوا حرفي الأحزاب بقلب الهمزة الأولى ياء خالصة وإدغام الياء قبلها فيها وتحقيق الهمزة الثانية.
وقرأ أبو جعفر الحروف الثلاثة بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بين بين.
قلتُ في النظم:
... وَأَبْدِلَنْ / تَشَا أَنْتَ، بِالْفَحْشَاءِ عُرْفٍ وَأَسْجِلَا
قرأ المدنيّان بإبدال المفتوحة بعد ضم واوا خالصة نحو ﴿وتَهدِي بها مَن تَشَاءُ أَنتَ وَلِيُّنَا﴾ [الأعراف 155] ﴿نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بذنوبهم﴾ [الأعراف 100].
وقرأ المدنيّان بإبدال المفتوحة بعد كسر ياء خالصة نحو ﴿ويقولون للذين كفروا هَـؤُلَاءِ أَهْدَى﴾ [النساء 51] ﴿قل إن اللهَ لا يأمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ﴾ [الأعراف 28].
قلتُ في النظم:
74/ وَلِلضَّمِّ أَوْ كَسْرٍ عَنِ الْفَتْحِ سَهِّلَنْ / وَلِلْكَسْرِ بَعْدَ الضَّمِّ سَهِّلْ أَوَ ابْدِلَا
قرأ المدنيّان بتسهيل المضمومة بعد فتح بين بين وهي موضع واحد ﴿جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا﴾ [قد أفلح 44].
وقرأ المدنيّن بتسهيل المكسورة بعد فتح بين بين نحو ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ﴾ [الشعراء 69] ﴿حَتَّى تَفِيءَ إِلَى﴾ [الحجرات 9]
وقرأ المدنيّان المكسورة بعد ضم نحو ﴿يا أيُّها الناسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللهِ﴾ [فاطر 15] ﴿قالتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي﴾ [النمل 29] بوجهين أحدهما إبدال الثانية واوا خالصة مكسورة وثانيهما تسهيل الثانية بين بين أي بين الهمز والكسر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top