بَاب الفاتحة
قلت في النظم:
16/ وَمَالِكِ لَا تَمْدُدْ، صِرَاطَ كَرَسْمِهِ / وَأَصْدَقُ بَابٌ مَعْ مُصَيْطِرِ فُصِّلَا
17/ وَيَبْصُطُ بِكْرٍ بَصْطَةَ الْخَلْقِ ثُمَّ سِيـ / ـنُهُ بَسْطَةً لِلْعِلْمِ يَبْسُطُ مُسْجَلَا
قرأ المدنيّان ﴿مَلِكِ يَومِ الدِّينِ﴾ [الفاتحة 4] بقصر الميم، كالمتّفق عليه ﴿مَلِكِ الناسِ﴾ [الناس 2].
واتّفق القراء على المدِّ في ﴿قُلِ اللهمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾ [آل عمران 26]
وقرأ المدنيّان بالصاد الخاصة كالمرسوم في المصاحف:
﴿الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صراطَ الذينَ﴾ [الفاتحة 6 ـ 7] وكذا حيث وقع معرفا ومنكرا ومضافا نحو:
﴿وأنَّ هذا صِراطِي مستقيما فاتَّبِعُوهُ﴾ [الأنعام 153]
﴿يا أبتِ إنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يأْتِكَ فاتَّبِعْنِي أهْدِكَ صِراطًا سَوِيًّا﴾ [مريم 43]
وقرأ المدنيَّان بالصاد الخالصة كل صاد ساكنة بعدها دال وجملته اثنا عشر حرفا هي:
﴿ومَن أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حدِيثًا﴾ [النساء 87]
﴿ومَنْ أَصْدَقُ من اللهِ قِيلًا﴾ [النساء 122]
﴿انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ ثُمّ هم يَصْدِفُون﴾ [الأنعام 46]
﴿سَنَجْزِي الذين يصْدِفُون عَن ءاياتِنا سُوءَ الْعذابِ بِما كانوا يَصْدِفُون﴾ الحرفان في [الأنعام 157]
﴿وما كان صَلاتُهم عند الْبيتِ إلا مُكاءً وتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال 35]
﴿ولكنْ تَصْدِيقَ الذي بينَ يَدَيْهِ وتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فيه من رّبِّ العالمين﴾ [يونس 37]
﴿ولكنْ تَصْدِيقَ الذي بينَ يَدَيْهِ وتَفْصِيلَ كُلِّ شيْءٍ﴾ [يوسف 111]
﴿فاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ﴾ [الحجر 94]
﴿وعلى اللهِ قَصْدُ السبيلِ﴾ [النحل 9]
﴿قالتا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ﴾ [القصص 23]
﴿يومَئِذٍ يَصْدُرُ الناسُ أشتاتا﴾ [الزلزلة 6]
وقرأ المدنيّان بالصاد الخالِصة كالمرسوم في جميع المصاحف كذلك في أربعة:
﴿أَمْ هُمُ الْمُصَيطِرونَ﴾ [الطور 37]
﴿لَسْتَ عليهم بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الغاشية 22]
﴿واللهُ يَقْبِضُ ويَبْصُطُ وإليْهِ تُرجَعُون﴾ [البقرة 245]
﴿وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً﴾ [الأعراف 69]
واتّفق القراء على السين الخالصة كالمرسوم في جميع المصاحف في حرف ﴿وَزَادَه بَسْطَةً في العِلْمِ والْجِسْمِ﴾ [البقرة 247].
قلتُ في النظم:

18/ وَ هَا مُضْمَرٍ لَا مُفْرَدًا ضَمَّهُ اكْسِرَنْ / لِكَسْرٍ وَيَاءٍ ساكِنٍ قَبْلَهُ جَلَا
وقرأ المدنيّان بكسر الهاء قبل ميم الجمع وميم التثنية إتباعا لكسرة أو مثناة تحتية ساكنة أو متحركة قبله نحو:
﴿عليْهِمْ﴾ ﴿إلَيْهِمْ﴾ ﴿لَدَيْهِمْ﴾ ﴿فِيهِمَا﴾ ﴿فِيهِمَا﴾ ﴿عليْهِما﴾ ﴿عليْهِنّ﴾﴿إليْهِنّ﴾ ﴿فِيهِنّ﴾.
﴿وَيُخْزِهِمْ ويَنْصُرْكُمْ عليْهِمْ﴾ [براءة 14]
﴿ويُلْهِهِمُ الأمَلُ﴾ [الحجر 3]
﴿بِجَنَّتَيْهِم جنّتَيْنِ﴾ [سبأ 16]
﴿مِنْ صَيَاصِيهِمْ وقَذَفَ في قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ﴾ [الأحزاب 26]
﴿بَيْن أيْدِيهِنّ وأَرْجُلِهِنَّ﴾ [الممتحنة 12]
﴿وما نُرِيهِم مِّن ءايَةٍ إلا هي أكبرُ من أخْتِهَا﴾ [الزخرف 48]
وليس في الهاء من ضمير الجمع المتصل بعد فتح وضم غير الضّم.
وقرأ المدنيّان بضم ميم الجمع بعد كسر أو مثناة تحتية وبعد ميم الجمع ساكن نحو ﴿وتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبابُ﴾ [البقرة 166]، وتفرّد أبو عمرو بكسرها إتباعا لكسرة الهاء قبلها، وتفرّد يعقوب بجعل حركة الميم تابعة حركة الهاء ضما وكسرا.
قلتُ في النظم:
19/ وَوَرْشٌ لِـهَمْزِ الْقَطْعِ حَالَةَ وَصْلِهِ / بِإِشْبَاعِ ضَمِّ الْمِيمِ لِلْجَمْعِ يَا فُلَا
قرأ ورش حالة الوصل بمدّ ضمة ميم الجمع بواو قبل همزة القطع نحو:﴿سَواءٌ عليْهِمُ ءَانْذَرْتَهُمُ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ﴾ [البقرة 6].
قلت في النظم:
20/ وَخَيَّرَ غَيْرُ الْوَرْشِ قَبْلَ مُحَرَّكٍ / فَسَكِّنْ وَصِلْ وَالْخُلْفُ تَحْرِيرُهُ جَلَا
21/ وَيَخْتَارُ ضَمَّ الْمِيمِ حَافِظُ مَغْرِبٍ / وَإِسْكَانُهَا عِنْدَ الْمُسَبِّعِ أُصِّلَا
22/ وَعَنْ نَجْلِ عَبْدُوسٍ وَنَحْوِي، وفَارِسٌ / لِقَاضٍ، وَقَالُونٌ لِطَاهِرَ فَاعْقِلَا
وقرأ إسماعيلُ والمسَيِّبي وقالون ميم الجمع قبل همزة القطع وقبل كل محرَّك بالتخيير بين الوجهَيْن: أحدُهما مدّ ضمِّها بواو وثانيهما إسكانها، وذلك في نحو:
﴿يا أيُّها الذينَ ءَامَنُوا عليْكُمُ أنْفُسَكمُ لا يَضُرُّكُمُ مَنْ ضَلَّ إذا اهتدَيْتُمُ إلى اللهِ مَرْجِعُكُمُ فيُنَبِّئُكُمُ بما كنتُمُ تعملون﴾ [المائدة 105]
﴿قُلْ ءَأنْتُمُ أَعْلَمُ أَمِ اللهَ﴾ [البقرة 140]
﴿واللهُ مِنْ ورائهِمُ مُحيطٌ﴾ [البروج 20]
وتحريرُ الخِلاف:
ـ أنّ ضمّ الميمات في ضمير الجمع حالة الوصل بالمتحرّك بعدها هو طريق حافظ المغرب أبي عمرو الدّاني واختياره ولم يمنع من الإسكان.
ـ وأنّ إسكان الميمات في ضمير الجمع حالة الوصل بالمتحرّك بعدها هو طريق ابن مجاهد صاحب السبعة، ومن طرق الدّاني التالية:
ـ قرأ به الدَّاني علَى فارس علَى عبد الله ابن الحُسَين البغدادي على ابن مجاهد علَى أبي الزعراء علَى الدوري علَى إسماعيل.
ـ قرأ به الدّاني علَى فارس بن أحمد علَى عبد الله ابن الحُسَيْنِ علَى ابن مجاهد علَى محمد بن أحمد بن واصِل علَى  ابن سعدان النحوي عن المسيّبي.
ـ قرأ به الداني علَى أبي الفتح فارس بن أحمد على عبد الله بن الحُسَيْنِ علَى ابن مجاهد علَى القاضي عن قالون.
ـ وقرأ به الدّانِي على أبي الحسَن طاهر بن غلبون لأبي نشيط عن قالون.
قلتُ: وقراءة الداني على طاهر لأبي نشيط ليستْ من طرق كتاب التعريف في اختلاف الرواة عن نافع إذْ لم يتضمّن لأبي نشيط غيرَ طريقيْنِ:
إحداهما: قراءةُ الدّاني علَى فارس بن أحمد علَى عبد الباقي بن الحسَن علَى إبراهيم بن عمر علَى أبي الحُسَيْن أحمد بن عثمان علَى أبي حسَّان أحمد بن محمد علَى أبي نشيط علَى قالون.
وثانيهما: التحديث بأحرف الخلاف تلقاه الدَّاني من شيخه أبي محمد عبد الله بن محمد علَى عبيد الله بن أحمد علَى أحمد بن جعفر بن بويان علَى ابن الأشعث علَى أبي نشيط عَلَى قالون.
قلتُ في النظم:
23/ وَضَمَّ أَبُو عَوْنٍ لِمِثْلٍ وَهَمْزَةٍ / وَفَاصِلَةٍ عَنْهُمْ وَلَمْ يَكُ مُفْصَلَا
قرأ أبو عَوْنٍ عن الحلواني عن قالون بضمِّ ميمات الجمع حالة الوصل في ثلاث:
ـ مع الميم نحو ﴿ولا هُمُ مِنَّا يُصْحَبُون﴾ [الأنبياء]
ـ مع الهمزة نحو ﴿سواءُ عليْهِمُ ءَأَنْذَرْتَهُمُ أمْ لمْ﴾ [البقرة 6]
في الفواصل نحو ﴿بِرَبِّكُمُ فاسْمَعُونِ﴾ [يس 25] ويلزم أن لا يفصل فاصل بين ميم الجمع وبين الفاصلة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top