معجم معاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته



 المقدمة

 بسم الله الرحمان الرحيم  
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد:
فقد اجتهدت لأجعل من كتابي هذا ـ معجم معاني حروف وكلمات القرآن ـ أداة تعين متدبري القرآن على الاستفادة منه أكثر من ذي قبل بما سيتيح لهم من البيان والتوضيح حول معاني كل كلمة وكل حرف وكل ضمير وكل مضمر مما استقرأته واستنبطته واستنتطقته بالتدبر والتتبع ـ والله أعلم بالصواب ـ وسيتبين متدبر القرآن أن كل كلمة من كلمات القرآن فعلا كانت أو اسما تتقلب معانيها كلما أسندت إلى الله أو إلى الرب أو إلى المكلفين فإن أسندت أكثر زادت معانيها وهكذا اختلف مدلول كلمة "عَلَّمَ " لاختلاف السياق إذ أسندت إلى المخلوق في قوله ﴿وما علّمتم من الجوارح مكلّبين تعلّمونهن﴾ وأسندت إلى الله في قوله ﴿مما علّمكم الله﴾ وقوله﴿ واتقوا الله ويعلّمكم الله ﴾ وأسندت إلى الرب في قوله ﴿ ذلكما مما علّمني ربي﴾، فالإنسان يعلّم الجوارح بالترويض والله يعلّم الإنسانَ بأدوات الكسب السمع والبصر والفؤاد وكذلك يعلّم الله في الكتاب المنزل المتقين ما يتقون به غضبه وعذابه، وعلّم ربُ العالمين ملائكته وأنبياءه ورسله تعليما خارقا معجزا لا يقدر أحد على مثله لنفسه.
ولقد أشفقت قبل كتابة هذا المعجم وغيره وترددت أكثر مما عزمت إشفاقا على نفسي أن أحشر يوم القيامة مع الذين فتنوا الناس بما كتبوه بأيديهم ليشغل الناس عن تدبر الكتاب المنزل القول الفصل وما هو بالهزل نزّله روح القدس أمين من في السماء جبريل على أمين من في الأرض محمد الرسول النبي الأمي.
ولولا خشية إثم كتمان العلم ثم الحرص على تقريب معاني الكتاب المنزل وليتمكن المؤمنون بالغيب من دراية ما يهدي إليه القرآن من الرشد والتي هي أقوم، ولكن صدق على الناس ظنُّ إبليس ﴿لأقعُدَنَّ لهم صراطك المستقيم﴾ الأعراف، فاتخذوا القرآن مهجورا منشغلين بآلاف المتون والكتب المشغلة عن تدبر القرآن والله المستعان.
وتتراءى أمّة القرآن متمسكة بالمألوف رغم مخالفته صريح القرآن في كليات هي الفيصل بين الإسلام والكفر، ولا يتأتّى الجمع بينهما وأعجب من ذلك أن الأمّة اليوم أمّة واحدة متفقة على تقويض أركان القرآن والهدي النبويّ الصحيح في مسائل كثيرة عديدة هي من الغيب وعليها مدار الكتاب المنزل والهدي النبوي عن النبي الأميّ صلى الله عليه وسلم وفي القرآن على لسان النبيين عبر التاريخ.


 بقلم طالب العلم/ الحسن محمد ماديك 

1 التعليقات:

  1. شيخي الفاضل
    هل من سبيل للحصول على نسخة من كتابك؟

    ردحذف

 
Top