الآية: في تفصيل الكتاب المنزّل هي العلامة وتقع على المتلوة في المصحف وعلى النعمة وعلى الدليل على التكرار وعلى القرينة وعلى الخارقة المعجزة.
ومما يقع على المتلوة قوله ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْـحَكِيمِ﴾ [آل عمران 58]
ومما يقع على النِّعمة قوله ﴿يَا بَنِـي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف 26].
ومما يقع على الدليل على التكرار قوله ﴿إِنَّ فِـي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [الروم 23]، بعد ذكر المنام بالليل والنهار وطلب رزق الله.
ومما يقع على القرينة قوله ﴿ثُمَّ بَدَا لَـهُم مِّنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّـى حِينٍ﴾ [يوسف 35]، ويعني بالآيات القرائن الدالة على براءته، وقولُه ﴿إِنَّ فِـي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالفُلْكِ التِـي تَـجْرِي فِـي الْبَحْرِ بِـمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَينَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة 164]، ويعني بالآيات القرائن الدالة على أن الله هو رب العالمين ومدبر الأمر. 
وإن الآية الخارقة المعجزة لتقع على التي للكرامة والطمأنينة وعلى التي للتخويف والقضاء.
فأما التي للكرامة والطمأنينة فكما في قوله ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّـي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَن لَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾ [مريم 10]، وقوله ﴿وَرَسُولًا إِلَـى بَنِـي إِسْرَاءِيلَ أَنِّـي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّـي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ  فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَص وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُم بِـمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِـي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِـي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران 49]
وأما التي للتخويف والقضاء فكما في قوله ﴿هَـذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ ءَايَةً﴾ [الأعراف 73]، وقوله ﴿قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ﴾ طـه، وقوله ﴿وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [طـه 133]، وهـذه الآيات للتخويف لا يكون بعدها إلا القضاء ـ قبل موت الرسول بالآيات ـ بين الفريقين بنجاة المؤمنين وإهلاك المجرمين المكذبين بها.
وتقع آيات الكتاب والقرآن على بعض الفواتح في أوائل السور المعلومة كقوله ﴿الــم تِلْكَ ءَايَــاتُ الْكِتَابِ الْـحَكِيمِ﴾ لقمان، وقوله ﴿طـسم تِلْكَ ءَايَــاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [فاتحتا الشعراء والقصص] وقوله ﴿الـمر تِلْكَ ءَايَــاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ﴾ [فاتحة الرعد] وقوله ﴿طـس تِلْكَ ءَايَــاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ فاتحة النمل] ونحوه.
وإن الآية التي تقع على المتلوة، وعلى آيات الكتاب، وعلى النعمة، وبعض التي تقع على القرينة للتصديق هي آيات الله كما هو تفصيل الكتاب المنزل.
وإن الآية التي تقع على الخارقة المعجزة هي آيات رب العالمين كما هو تفصيل الكتاب المنزل.
من موسوعتي للتفسير وأصوله "معاني المثاني"
الحسن محمد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top