مرد: وردت في تفصيل الكتاب المنزل صفةً من صفات الذّم اتّصف بها المنافقون من شرار بني آدم، واتّصف بها الشياطين من شرار الجن وتعني اقتصار سلوك المكلَّف على المعصية لا يخلط معها عملا صالحا ولا طاعة واقتصر سلوك كل شيطان مريدٍ على المعصية والإضلال عن سبيل الله غير مشوب بشيء من الطاعة والإسلام لرب العالمين، وكان إبليس شيطانا مريدا مَرَدَ سلوكُه على المعصية والكفر والإضلال لا يأتي شيئا من الإيمان والإسلام والطاعة، وإنما يسترق السمع إلى الملإ الأعلى كلُّ شيطان مَريد، ومن الوعد في صدر سورة الحج أن سيُعرض عن الآيات للتخويف والقضاء في آخر الأمة مَن يتراءوْن فقهاء ويتّبعون كل شيطان مَريد يتلو عليهم من السحر وبقيةً مما ترك هاروت وماروت، ووعَد اللهُ منافقين في المدينة النبوية مَردوا على النفاق أن يُعذِّبَهم في الدنيا مرتين مرة بالعذاب الأدنى ثم يُكشَف ولا يتوبون فيُعذِّبُهم بالعذاب الأكبر الماحق قبل عذاب عظيم بجهنم في اليوم الآخر، وكشفت ملكة سبأ عن ساقيها المستورتيْن لئلا تبتلّ ثيابها على عتَبة دخول الصّرْح الْمُمَرَّد من قوارير لم يخالطه شيء غير القوارير فكأن منها الصفائح والدسر، ووقع في كلام العامة وصفُ المتمردين على الذين يشاقون الحاكم فلا ينقادون لنظامه وسلطانه.
من موسوعتي "مثاني المعاني"
الحسن مـحمد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top