إشكالية الصراع بين الأنظمة السّياسيّة والإسلام السّياسيّ (3)

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <br /></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ثانيا: الإسلام السياسيّ:<o:p></o:p></span></b></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">"الإسلامُ السيّاسيّ" مُصطَلَح حمَل أكثَرَ من دلالةِ واحتفى به كثير من الناس، ورغِبْتُ عن تفسيراتهم نُفورا وخصّصْتُه بتعريف جديد.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ولعل الصحافة والجهات الرّسمية ـ أواسط القرن الرابع عشر هجري ـ اتَّخَذَتْ من عبارةِ "الإسلام السياسيّ" سِـمَةً يتميَّزُ بها تيّارُ "الإخوان المسلمون" رافِعي شعار "الحاكميّة لله" واعتبرتْه الصحافة والجهات الأمنيّة شعارا سياسيّا محضا لدلالتِه على عدمِ شرعيّة "الحكام الوطنيين" الحاكمين باسم الدساتير الوضعيّة، وتميَّزَ هذا الإسلامُ السيّاسيُّ عن جماعة التبليغ والدعوة غير الْمَعنيّة بسياسة الحكام وعن السلفيّة التقليديّة يوم كانت تكتفي بمـحاربة البدع وتضليل التصوُّف وتتناءَى عن الخَوْضِ في سياسة الحكام.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وسارع اليساريّون العرب أو مُلْـحدوهم ـ ومَنْ شايعَهم مِنَ الذين يتَّبِعون الشهوات ـ إلى تداوُل مصطلح "الإسلام السياسيّ" يشمئزُّون به مِن "البحث في الإسلام عن حلولِ قُصورِ البشريّة وشقائها وانتكاسِها بانْطِماس فِطرتِها وتلاشي إنسانِيّتِها" نفورا منهم ولإعلان موازينهم التي لا تريد للإسلام أن يـتـجاوزَ طُقوس الأوراد والأدعية والتكاليف الفرديّة التي يسمُّونها العباداتِ، فإن يتجاوزْها فهو الإسلام السياسيُّ الذي يتصوّرونه عدوَّ الـحرّيّات العامّة والدولة المدنيّة التِـي تُبِيح لكلِّ ذِي دِينٍ أو رأيٍ التَّصَدُّرَ لإرشَادِ البشرِيّة وقِيادَتِها إلا أن يتطرّفَ بِرَأيٍ أو جُهْدٍ باسم الإسلام فيتظاهَرون عليه بالإثْمِ والعُدوانِ لِعَضْلِه باسم القانون والدّولة المدنيّة كالـمُدانِ جَزائِيًّا وصدرَ بحقِّهِ حُكْمٌ قضائيّ بٍسَلْبِهِ حُقُوقَهُ الْـمَدَنِيّةَ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وإنّـما نفَرَ اليساريّون العربُ مِن كُلِّ شِرْعَةٍ ـ باسم اللهِ الخالِقِ ـ ذَاتِ حُدُودٍ يَضِيقُ بها الذين يتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ ويكرَهُون تَفَضُّلَ الإنسان بالأخلاق على الوحوش وبهيمة الأنعام.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وظلّ مصطلح "الإسلام السياسي" سِـمَةً تتميّزُ بها التيّارات الإسلامية التي تسعى لإصلاح فسادِ الأمّة وعلى رأسِها تيار "الإخوان المسلمون" الذِي اعتمد المشاركة السياسيّة السِّلميّةَ لتغيير الأنظمة السياسيّة الوطنية وقَصُرَ عن "الْـمُعارَضة الْـمُسلّحةَ" لدى السلفيّة الجهاديّة التي اعتمدت الجهاد بالقتال. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ويشمل مصطلح "الإسلام السياسيّ" "جماعة السروريّة" التي جمعت بين العقائد على مقاس السلفيّة العلمية والإيمانِ بالحاكميّة لله وأضافت اعتماد الوعي والـخلايا السِّرِّيّة والاستفادة من التاريخ واعتبارَ الباطنيّة الصفويّة عدوًّا أوّلَ يلزم التغلّبُ عليه قبل العدو الثاني والثالث المعلومَيْن. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ولا أعتبر من الإسلام السياسيّ في شيءٍ تلكما النسختان الممجوجتان "القاعدة وداعش" وأخواتهما بل هم الْـمُكفِّرون أئمة الاغتيال والغدر بالتفجير.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وظهر التكفير واستحضارُ شعيرةِ الهجرة عن المجتمع المسلم إثْرَ انتشار التعذيبِ في السجون بطغيان سجَّانٍ لا يؤمِنُ بكرامة الإنسان ولا بالغيب طغيانا جعل جماعات التكفير والهجرة في السبعينات تُكفِّرُ الحاكم وأعوانَه والمجتمع المغلوب على أمرِه عن حماية بعض أفراده.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وسهُلَ استدراجُ الإسلاميين المحبَطين بالفقر والغِبْنِ والشعور بالذُلِّ والقهر والتضحيّةُ بهم لإيقاف الزحف الشيوعي في أفغانستان وليقاتلوا الروس نيابة عن الأمريكان وهم يحسبون بطيبوبتهم أنهم يقاتِلون في سبيل الله ولإقامة الخلافة بعيدا عن سلطان الأنظمة السياسية الوطنية، ولا تسَلْ عن نشْوة الماكرين وهم يسرقون جهود الطيّبين المغفّلين. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وتطوَّرت فكرة الانسلاخ من "المعاضة السلميّة" في نسخة "تنظيم القاعدة" ثم "تنظيم داعش" اللذيْنِ اعتمدا التفجيرات الانتحاريّة التي يُقْتَل فيها البريءُ والطبيب والْـمُدرِّسُ والمهندس والفلاح...<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNoSpacing" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: 115%; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وانتشرتْ لدى التنظيمَيْن "القاعدة وداعش" خطيئةُ اختطافِ رهائِنَ يُفَادونهم أو يَقتُلونهم إثْرَ صراعٍ عَقَدِيٍّ أو سياسيٍّ أو اقتصاديّ أو اجتماعيٍّ قد لا يكون ضحاياه جُزْءًا منه ولعلهم ممن لا ناقَةَ له ولا جَمَلَ في الصراع.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ووقعت تنظيمات التكفير والتفجير في أخطاء منهجية باستحضارِهم خطابَ مرحلة التمكين الذي خوطب به كل من داوود وسليمان وذو القرنين في ظل تمكين خارقٍ غيْرِ مُتاحٍ لأحدٍ اليومَ، وكذلك خوطب به النبيّ الأمّيّ صلى الله عليه وسلم بعد تجاوز مرحلة الدفاع بعد غزوة الأحزاب.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وأكبر من ذلك الخطأ المنهجي اعتبارُ فقهِ مرحلةِ التمكين في المتون الفقهية القديمة ناسخا ما قبله في مرحلة الدفاع وفي مرحلة الاستضعاف المحض ذي الطابع الفردي.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ولا يصح الخلط بين الإسلام السياسي ـ الإخوان والسرورية ـ وبين الجهاديين المعاصرين ـ القاعدة وداعش لاختلافهم الجذري في الكليات التالية:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="background: white; direction: rtl; margin-bottom: .0001pt; margin-bottom: 0cm; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أولا: قيادات الإخوان معروفة معلومة غير مستترة ولا مختفية تُزاحم جميع الفرقاء السياسيين إعلاميا وانتخابيا وخدماتيّا..، أما قيادات القاعدة وداعش فضمائرُ مُـختفية مستترة كصاحب السرداب لدى الروافض لا يصل إليها إلا أشباح مخصوصة، </span><span lang="AR-SA" style="background: white; font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%; mso-fareast-font-family: "Times New Roman"; mso-fareast-language: FR;">ولن يَرَى العاقلُ أبأسَ ولا أفلسَ مِن مخدوع مغرورٍ بشرعيَّة دَعِيٍّ مُـختفٍ لا يتمكن من تأمين نفسِه ولا يصْدُقُ عليه الوصف بأنه فئةٌ يستطيع تأمين من يأوي إليه من المستضعَفين المشرّدين الممزّقين بل يزداد المستضعفون رَهَقا وذُلّا وانحطاطا وتفرّقا بظهور دعِيٍّ يزعُمُ شرعيةَ إعلانِه الجهاد والقتال القتل والخطف وقطع الرؤوس وحرق الأسرى.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ثانيا: يُراهن الإخوان والسرورية على الوعي وانتشار الإحباط وفساد الأنظمة السياسية فهم حريصون على السِّلْمِ الاجتماعيِّ وليجعلوا من أنفسِهم بديلا سياسيا، ويُراهِن الجهاديّون المعاصرون "القاعدة وداعش" على نقض السِّلم والأمْن الاجتماعي بالخطف والقتل والاغتيال والتفجير.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ثالثا: أكثرُ قادة الإخوان شخصيات علمية ودعويّة ملتزمة معروفة يُتاح لكلٍّ التواصُل معها، وأما قادة الجهاديين المعاصرين فيُفرزُهم الحماسُ للفكرة والمخرقة على السُّذّج الطيِّبين وأغلبُهم ضبّاط مخابرات غَربية تُـمهِّدُ لإعادة احتلال بلدٍ مسلم بحجّة محاربة التطرُّف والإرهاب.<span style="mso-spacerun: yes;">  </span><o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ووقع "الإخوان المسلمون" في خطإٍ منهجيٍّ أصْمَاهم أو يكادُ بتشجيعِهم ثوراتِ الغوغاء والدّهماءِ التي خطّط لها المبشِّرون بالشرق الأوسط الجديد، وما كان للغرب الاستعماري من عَتَبٍ<span style="mso-spacerun: yes;">  </span>على الأنظمة السياسيّة الوطنية، وإنّـما كان حريصا على إعادة الاستعمار من جديد، فكان استغلال "تيّارِ الإسلام السياسي" ما عُرف بالربيع العربي أكبرَ هديّةٍ بـحبْلِ إنقاذٍ تمسَّكَ به حكامٌ وطنيّون تمكّنوا من إقناع المبشِّرين بالشرق الأوسط الجديد بأنّ البديلَ هو "الإسلامُ السياسيّ" عدوُّهم المشترك. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">إنَّ الإسلامَ السيَّاسِيّ هو "اتِّفَاقُ تيّار إسلامي على مسايَرَة النظام العالمي للاستفادة من أسباب التمكين المتاحةِ مع الاحتفاظ بسبب أو أكثَر من أسباب الحقدِ الدِّينِي والتاريخي كعنوان "المقاومة" عند الإخوان المسلمين، وعنوان الصراع التاريخي مع الروافض الباطنيين" عند السروريّة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">إنّ "الإسلامَ السيّاسيَّ" اليوم لعَلَى مُفتَرَقِ طُرُقٍ فإمَّا مُراجَعاتٌ جريئة صادقة تسْتبقِـي ما تبقَّى منهم وتسعَى لفكاك رقاب قادتِهم ورموزهم الموبَقين في السجون الوطنيّة المتعددة وإمَّا ضياعٌ يُـحرِقُ مَا تَبَقَّى من الوِلدان والنساء. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وينحصر تفاعُلُ التيّارات والأحزاب والمذاهب الإسلاميّة مع الواقع غير المحبوب في ردَّاتِ فعلٍ ثلاثٍ هي:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">أولا: اعتبارُ الواقع وَهْمًا مِن الأوهام كرُؤْيَا منامٍ لا أثَرَ لَـها بعد اليقظة بما تصوَّرَ مِن عدم شرعيّتِها أو لعدم مطابقتِها لمزاجِه أو مصالِـحِه فيأبَـى إلا اعتبارَ اليومِ كالغدِ البعيد على مقاسِ ما يـحْلُم به ويتمنَّـاه، وكما هو سلوك الجهاديين المعاصرين.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ثانيا: اعتبارُ الواقعِ صورةً شاذّةً تصوّرها الإنسان في نفسِه ويكفي لتصحيحها استصحابُ أوصافِ ما اعتبرَه من الماضِي السّعيدِ، فيأبَـى إلا اعتبارَ اليومِ كالأمس البعيد دون أدنَـى تطوُّر أو تغيير وكما هو سلوك فقهاء الفروع الذين لا يملكون من أسباب الإصلاح غير استنساخ المتون القديمة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ثالثا: اعتبارُ الواقعِ ـ عَقَبَةً ملموسةً محسوسة ويلزم التّعامُلُ معها بِـحكمة كتعامُلِ يوسُفَ مع واقع الاسترقاق غير الشرعي وكما يلزم من الإشفاق على ولَد الزنا بإحيائِه وتربيتِه، وكما يأتي تفصيله في الجزء الأخير من هذا البحث "فقه المرحلة والواقع".<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">يتواصل<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">الحسن مـحمد ماديك <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة<o:p></o:p></span></div> <br /></div>

إشكالية الصراع بين الأنظمة السّياسيّة والإسلام السّياسيّ (3)

ثانيا: الإسلام السياسيّ: "الإسلامُ السيّاسيّ" مُصطَلَح حمَل أكثَرَ من دلالةِ واحتفى به كثير من الناس، ورغِبْتُ عن تفسيراتهم...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق

إشكالية الصراع بين الأنظمة السّياسيّة والإسلام السّياسيّ (2)

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <br /></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">أولا: الأنظمة السياسيّة: <o:p></o:p></span></b></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">الأنظمةُ السياسيّة في عالمنا العربـي والإسلامي جبرياتٌ تـجلَّتْ ـ كالشمسِ في كبِدِ السماء في يومٍ صحْوٍ ـ بِقَهْرِ كُلٍّ من الحاكم والموظَّفِ والعامِّيِّ وجَبرِه وقهْرِه على سلوكٍ وتصوُّرٍ في فَلَكِ الدولة الوطنيَّةِ الحديثة التي لا يملِك حاكِمٌ ولا محكومٌ على السواء نفاذا مِن أقطارِها وقوانينِها وأوراقها المدنيّة وحدودها الوهمية التي تُفرِّقُ بين المجتمع الواحد والقبيلة الواحدة والأسرة الواحدة، أي هي مرحلةُ جَبْرِ الحاكمِ وجميع الأسلاك العسكرية والمدنية والقضائية ورجالِ الأعمالِ ومنظومةِ الإعلام، ومرحلةُ جبْرِ كلِّ نظامٍ سياسيِّ في عالَمنا العربيِّ والإسلاميّ بالتِزامِ سلوكٍ وموازينَ في فلَك دُوَل قويَّة إذا بطِشَتْ بطِشَتْ بطْشَ الجبَّارينَ وإذا حارَبتْ أهلَكَتِ الحرْثَ والنسْلَ بقرينة قنبُلة هيروشيما البدائيّة وإذا حاصرتْ قتَلَتْ الصبيّ والمرأة والعجوزَ والعامِّيَّ الذي لا يفهم السياسةَ صبرا على الجوع والمرض بقرينة حصار مدن وقرى في سوريا والعراق واليمن. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وتنزّل في تفصيل الكتاب تسميةُ قادة الجيوش بالملوك كما في المثاني:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>﴿أَلَـمْ تَرَ إِلَـى الْمَلَإِ مِنْ بَنِـي إِسْرَاءِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنبِـيٍّ لَّـهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِـي سَبِيلِ اللهِ﴾ [البقرة 246].َ<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">﴿وَقَالَ لَـهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّـى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَـحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَـمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ﴾ [البقرة 247].<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">﴿قَالَتْ إنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾ [النمل 34] <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ويعني وصْفُ طالوت بالْـمَلِكِ ووصفُ قادةِ جنود سليمان بالملوك أنّهم قادة الجيش في الميدان ـ لا في السِّلْمِ ـ ولإظهار ما يجبُ لهم من الطاعة والالتزام وبقرينة قوله تعالى ﴿فلمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْـجُـُنودِ﴾ [البقرة 249]، وكذلك وصفت ملكة سبأ أمراءَ جُيوشِ النبيِّ سُليمانَ بالملوك ـ بصيغة الجمع ـ في خطابها الملأَ من قادَتها العسكريين، وإنما سُلَيْمانُ مَلِكٌ واحدٌ، وظهر زكاةُ انضباطِهم بالرجوع في كل شؤونهم إلى القيادة المدنيَّة في قوله تعالى ﴿قَالُوا نَـحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ [النمل 33]. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وتعني مقالَةُ ملِكَةِ سبأ تغييرَ نظام الحكم بالقوَّة، قوَّةِ الملوكِ وهم الغزاةُ قادَةُ التغيير بالقوَّة يجعلون أعِزَّةَ أهلِ البلَد المفجوع الذي يقع اجتياحُه واحتلالُه أذِلَّةً، وهي سنَّةٌ مطّرِدَةٌ لا تنخرم كلما دخَلَ غزاةٌ قرْيَةً وبلدًا رغم أنفِ أهلِه وحكامِه المغلوبين المقهورين. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإنما شاعَ وذاع غلبةُ استعمال كلمة "الْمَلِك" على الحاكم العامِّ فخفِيَتْ دلالة كلام ملكة سبإٍ فأوقَعَها العامَّةُ على ذَمِّ الحاكم العامِّ بصفَة الإفساد في كل قريةٍ وإذلال أهلها تخسيرا من العامَّة ميزانا قائما لا يُفَرِّقُ بين مصطلحاتنا: (الْمَلِكُ والرئيسُ والأميرُ والامبراطورُ والحاكمُ) إذ ليستِ العِبرَة بالمصطلحات العُرفيّة المتغيِّرة وإنما بالمعاني والدلالات، ولقد عرفت البشرية عبر التاريخ وفي القرآن ملوكًا دخلوا قُرًى كثيرة فلم يُفْسِدوا فيها ولم يجعلوا أعزَّة أهلها أذلّةً بل أصلَحوا ولم يُفْسِدوا.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ولا يعني وصْفُ الحكام الوطنيين بالجبريّات طعنا ولا تزكية ـ إذ لا إنصاف في تعميم ـ وإنّـما همُ اليوم واقعٌ ملموسٌ محسوسٌ لا يتجاهلُه غيرُ أحمقَ أخرقَ يُجِيزُ لنفسِه التوسُّل إلى السَّجان وقوانين السِّجن ويقفُ في أحسنِ أحوالِه ملتَزِما بالأوراق المدنيّة وبالحدود الجغرافيَّةِ. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وإنَّ الحكَّام الوطنيين لطبقاتٌ شتَّـى: <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ـ فمنهم الْـخَيِّرُ الْـمُصلح البسيطُ الطيِّب المتواضع الذي لا يُهانُ الإنسانُ ـ المواطِنُ والوافِدُ على السواء ـ في بلدِه، الْمُنفَتِح على شَعبِه، القائمُ على الأمن والسِّلمِ الاجتماعي ولم يجعل أهل بلَدِه شِيَعا وطوائفَ يتربَّصُ بعضُهم ببعضٍ ولا تـخفَى كرامة التعامُلِ معه. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ـ ومنهم الْمُسْرفُ الْمُفسِد السَّفَّاح الذي شرَّدَ شعبَه وأحرَقَه ومزَّقَه المتلذِّذُ بإذلال الأحرار الأخيار الضَّائقُ بهم ذَرْعًا الْـمُتَرَبِّصُ الدوائر بمَن ليْسُوا على شاكلتِه الْـمُغْتَصِبُ الدَّعِيُّ ما لا يـحِقُّ له أي هو واقِعٌ غيرُ شرعِيٍّ. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">قلتُ: وإنّـما يلزم خواصَّ المسلمين لِيَسْلَموا أن لا يكونوا رُكنا من أركان النظام السياسيّ غير الشرعيّ أي لا يكونوا من قضاته ورجال أعماله وأوتاده وجنوده التي يبطش بها وأن يشتغل ما استطاع باستعادة ما تبقَّـى من الفطرة ونَوْشِ ما يكاد يتلاشَـى من كرامةِ الإنسان وطمأنينته وأن يُعَلِّمَ العلمَ وينشُر الـخيرَ والمعروف بين الناس.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ـ ومنهم دون ذلك وبين هؤلاء وهؤلاء.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وأمام هذه الوضعيّة غيرِ الشرعيّة انْزلقتْ طائفتان تصدّرتا للفُتيا والوعظ والإرشاد والتأثير على العامة:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إحداهما: طائفة تصوّرتْ وُجوبَ إلْغَاءِ الواقِعِ غيْرِ الشرْعِيٍّ ولزومَ إبطالِه بالقُوَّةِ أو بالحيلَةِ وهم الذين تفرّعت منهم تنظيمات القاعدة وداعش وأخواتهما وتضرر الإسلام والعامَّةُ من تصوّرات هؤلاء.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإنّ مَن يتعامَلُ مع الواقِعِ غيرِ الشَرعيِّ باعتبارِه كابوسًا فِـي مَنامٍ أو وَهْمًا مِنَ الأوهام لكالذِي تـمنَّـى في نفسِه أن يتزوّجَ حسناءَ ذَاتَ حِصْنٍ ومنْصِبٍ فلمَّا أفاقَ مِن سَكرةٍ حُلْمِه أبَى إلا اعتبارَه واقِعا ملموسًا فانفَلَتَ شَطْرَهَا مُمْسِكًا يَدَهَا يَجْذِبُها إليهِ بعُنْفٍ مُتطرَّفًا باعتبار حُلْمِه واقِعًا ملموسا محسوسًا على أرض الواقِع ولِيَأخُذَها إلى حيثُ شاءَ وتَاهَ وَشَاهَ وَعَاهَ.<span style="mso-spacerun: yes;">   </span><o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وثانيهما: طائفَةٌ نَذَرَتْ نَفْسَها لِتشْرِيعِ الواقعِ غير الشرْعِيِّ والتدليسِ على العامّةِ بِلَـيِّ النصوص الشرعيّة وهم الذين تفرّع منهم المداخلة وبعض غلاة الفقهاء المتأكِّلين بتجميل الحاكم، ويتضرّرُ الحاكم غيرُ الشرعيِّ أكثرَ مِن انتفاعِه بهؤلاء، وكثيرا ما يكتفِـي الإسلام السياسيُّ بدليلٍ عُرفِـيٍّ هو "تَصوُّرُ الصَّواب في مُـخالفةِ الْـمُخَالِفِ".<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولقد غاب عن الفريقيْن مِن جمال الإسلام وكمالِه تَعَامُله مع الواقع غير الشرعيّ كما في النماذج التالية:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: right 403.95pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">أحدها: وصْفُ وزير مصْرَ في القرآن بـ ﴿الْعَزِيزِ﴾، ووصْفُ سَيِّدِه بـ ﴿الْمَلِكُ﴾ ويَتَنَاغَمُ مع ما في القرآن مِن وَصْفِ حاكم مصرَ الذي عاصَرَ موسَى بـ ﴿فِرْعَوْنَ﴾ وهو لقب تفخيم وتكريم وعزّةٍ وتكرّرَ الوصفُ في القرآن، ومنها في سِياق مخاطبة موسَى وهارون بالرسالة إليه، ويعني شَرْعِيَّةَ التعامُل مع الواقِعِ باعتباره واقِعا ملموسًا على ظهر الأرضِ شرَعَ اللهُ التعامُل معه حِوارا وإنكارا بالعلم والْـمَنطق بقرينة أنّ موسَى نادَى فرعون بلقبِ الْمُلكِ وطلبَ مِنه تحرير بني إسرائيل وأنْ يُرْسلَهم معه ليخرُجَ بهم عن مملكته ويتركوه وشأنَه وبقرينة أنّ موسى لم يأمُرْ قَوْمَه بالتوقُّفِ عن السَّخَرَةِ ولا بالتوقُّفِ عن الالتزام بنظم آل فرعون التي عبَّدَتْهُم اعترافا مِن موسَى بواقع مُلْك فرعون ونفوذه وجبرِيَّتِه واحترازا مِن ازدياد القهر والقتل على قوْمِه.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">إنّ في إلْزَامِ موسَى وهارون بالنصْحِ واللِّينِ لفرعونَ عَدُوِّهما وعدُوِّ قومِهما بني إسرائيل الذي عبَّدَهم بتسخيرِ الرجالِ، وقَتَّلَ الأبناءَ ذبحا واستحْيَى النساءَ ليُنجِبْنَ عبيدا آخرين دليلا على أنّ الانتصار للنفس لن يجتمع مع الإصلاح، وعلى أنّ الإيمانَ بالله واليوم الآخر لن يجتمِعَ مع الحِرْصِ على إيقاعِ العدُوِّ في الشَّرِّ، بل تلك رغبَة عدُوِّ الناسِ إبليسَ الوسواسِ الخَنَّاسِ، وإنَّما بعث اللهُ الرسلَ مبشِّرين ومُنذِرين لإتاحَة الفُرصةِ لكل مشركٍ ومُسرِف وعاصٍ وطاغٍ وسَفَّاح وكذّابٍ لِيَدْخُلَ في السِّلْم كافّةً وليكون مِن ورثَة دارِ السَّلام في اليوم الآخِر. <span style="mso-spacerun: yes;"> </span><o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإن المستضعفين المشرَّدين في مشارقِ الأرض ومغاربِها لأحْوَجُ إلى توبَة الذين شرَّدوهم ومزَّقوهم وحرَّقوهم مِن توبةِ الوُعّاظ وحملة العمائم وحفاظِ متون فقه الورَقِ والورِقِ، فهلَّا بذَل الْمُصلِحون جهدا في الحِوارِ لدغدغة ما تبقَّى فيهم من الفطرة إذ هو أقْصَر الطرُقِ وأيْسَرُها إلى دَفْعِ معاناة المستضعفين.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: right 403.95pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وثانيها: رسائلُ الرسولِ النبيِّ الأمّيِّ صلّى الله عليه وعلى ءالِه وسلم إلى الْمُلُوكِ هرقلَ وقيصر وكسرى والْـمُقوْقِس وجفير وعبد ابني الجلندا يدعوهم إلى الإسلام ويُـخَوِّفُهم إثمَ إضلالِ الرّعيّة بضلال الساسة اعترافا منه بواقِعٍ غيرِ شرعيٍّ هو نفوذُهم وسلطانُهم على الرّعيّة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: right 403.95pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وثالثها: أن النبـيَّ يوسفَ اعترف بواقعه الجديد رغم عدم شرعيّتِه يوم باعَه السّيَّارةُ فَأضحى عبدا مملوكا تأمُرُه امرأةُ العزيز فيخدمُها مُطيعا لم يمتنع إلا حين أمرتْهُ بالفاحشةِ لخِيانة سيِّدِه الذي أحسن مثواه.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: right 403.95pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ورابعها: ولد الزِّنا وهو واقِعٌ غيرُ شرعيٍّ وأثبت له الشرع حقوقَه كاملةً غيرَ منقوصةٍ. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: right 403.95pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وخامسها: أنّ الإسلام أقرَّ شِراء العبيدِ لـتحريرِهم رغم أنّ استرقاقَهم من قبلُ لم يكن شرعيّا بل كان بالخطف والقهر كما في نموذج سلمان الفارسي الذي غدَر به رفيقُ القافلة فباعوه ليهوديّ واعترف النبي الأميّ صلّى الله عليه وسلمَ بمُلْكِ اليهودي عليه فأعانَه على تحرير رقبَتِه من واقِعٍ غيرِ شرْعِيٍّ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; tab-stops: right 403.95pt; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وسادسها: أنه صلّى اللهُ عليه وسلّم ظلّ ثلاثة عشر عاما وهو رسول الله يطوف حول الكعبة وحولها الأصنام لم يمسَسْها بسوء رغم علمه بأنها واقِعٌ غيرُ شرعِيٍّ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">قلتُ: وأُقِرُّ على نفسي اليوم بتمَنِّـى التوفيق والصلاح لِكُلِّ حاكِمٍ على ظهر الأرضِ ولو كان سفَّاحًا سَفَّاكا مِثْلَ ما أحرصُ عليه لِنفسِي بل أكثَرَ، إذ لا ينتفعُ باستقامتـي وتوبتِـي غيرُ نفسي، أمَّا الحاكم السفَّاحُ الذي حَرَّقَ النساء والأطفالَ وشرَّد الناسَ وعَذَّبهم في السجون وبالحصار والجوع وتهديم البيوت ففي استقامتِه وتوبتِه أكبَرُ نَفْع ودفْعُ أكبر ضُرٍّ عن الملايين من شَعبِه.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وحرِيٌّ بالتعذيبِ أن يتوقَّفَ لتَحُلَّ بدَلَه الابتسامة والنقاشُ الهادئُ في مراكز التحقيق والبحث، وإلا فسيظلُّ الجلّادون رجالَ خوفٍ ومرآةً ذاتَ وجهين: وجهٌ لا يعكس للحاكم غيرَ تربُّصِ شَعْبِهِ به، ووجهٌ لا يعكس للمتَّهمين والْمُعتقَلين غيرَ ما يتجرّعونَه باسم الحاكم من بَطْشٍ وتنكيلٍ وإهانةٍ وتمزِيقٍ في ظلمات الزنازين المشهورة والمغمورة والمجهولة، وستظلُّ القيودُ في ظلمات السجون وسياطُ الجلّاد أقصرَ الطرق وأيسرَها لتخرُّج الناقمين على الحكّام والمجتمع المدني على السواء، نقمةً اختلَّتْ معها موازينُ الأطراف المتصارعة فغلب التطرّف وأوشَكَ الانفلاتُ ولِتقَرَّ أعيُنُ العدُوِّ الخارجِيِّ الْمُتربِّصِ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وكان حَرِيًّا بالمباحثِ السياسيَّة أمْن الدولَةِ إنشاءُ قسْمٍ من أهل الحِلم والرأي من المتقاعدين يُعْنَى بإطفاء الفِتَنِ ووأْدِ الإِحَنِ بالإصلاح بين الناسِ من جهة وبالتقريبِ بين الحكام والمحكومين من جهة أخرَى، واهتداءً بالكلِّيَّةِ العامَّة في القرآن ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء 35] ولا يخفَى أن الشِّقاقَ بين الحاكم والمحكومين أكبرُ ضرَرا وأكثرُ شَرَرا من الشقاق بين الزوجيْن.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ولا يزال الحكام كذلك في فسحة من الأمر ما لم تتلطَّخْ أيدِيهم بدماء الأطفال والنساء والعامة، فإن تلطَّخَت بسَفْكِ الدِّماء وبالتعذيب فلْيَعْلَمِ الخاصَّة من أهل الحِلْمِ والعلم أنّ مِن المحرقة عليهم وعلى العامَّةِ محاولَةُ دَفْعِ الفِتْنَة بالسلاح والقوة والعنفِ، وأنَّ أَيْسَرَ طرُقِ الإصلاح هي بالحوار وبالتذكير بأنَّ اللهَ يقبَلُ توبَة العبدِ مهما أسرف وطغَى وبغى ما لم يُغَرْغِرْ وكذلك دلالة تفصيل الكتاب المنزّلِ:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">﴿إنّ الذين فَتَنُوا المؤمنينَ والمؤمِناتِ ثم لم يتوبوا فلهم عذابُ جهنَّمَ ولهم عذابُ الحريقِ﴾ [البروج 10].<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">﴿ثم إن ربَّك للذين هاجَروا مِن بعدِ ما فَتَنُوا ثمَّ جاهَدوا وصبروا إن ربَّك من بعدِها لغفور رحيم﴾ [النحل 110] بالتسمية في ﴿فُتِنُوا﴾ على قراءة ابن عامر كالمتفق عليه في حرف البروج.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">ويحرصُ التكفيريون الانتحاريُّون على حِرمانِ الحكام المُسرِفين بسَفْكِ الدِّماء والفساد في الأرض من رحمة الرحمان، ولقد أتاحَ اللهُ لفرعون أسبابَ التوبة والإنابة والصلاح والإصلاح يوم أرسل إليه موسَى وهارون وأمهله قبل الإغراق وكذلك دلالةُ المثاني: <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">﴿اذْهَبَا إلى فرعوْنَ إنَّه طغَى فقولا له قَولا ليِّنًا لعله يتذكَّرُ أو يخشَى﴾ [طه 43 ـ 44].<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">﴿هل أتاكَ حديثُ موسَى إذ ناداه ربُّه بالوادِ المُقَدَّسِ طوًى اذْهَبْ إلى فرعوْنَ إنَّه طغَى فقل هل لك إلى أن تزَكَّى وأهْدِيَكَ إلى ربِّكَ فتَخْشَى﴾ [النازعات 15 ـ 18].<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">وإنَّه لا يُضَيِّقُ رحمةَ اللهِ التي وسِعَتْ كلَّ شيءٍ إلا المحروم منها، ولو علِم الذين زكَّوْا أنفُسَهم بالحِرْصِ على حِرمان السّفَاحين والقَتَلَة قُطَّاعِ الطرق المُحارِبينَ من رحمة الرحمان أنّ اللهَ قد ينفعُ بتوبة أحدِ هؤلاء أكثرَ مما ينفع بتوبة غيرِهم من أهل العلم والحِلْمِ والعامَّةِ، ولقد أعزَّ اللهُ الإسلامَ عبر التاريخ بتوبة بعض مَن كانوا رأسَ الحربَة عليه، فليتَقِ اللهَ كهنةٌ يُزَكُّون أنفسَهم بحرمان العصاة والمسرفين على أنفسهم فما هم بخيْرٍ مِن الرسول النبيِّ الأمِّيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم المخاطَبِ في القرآن بقوله ﴿قل ما كنتُ بِدْعًا من الرسُلِ وما أدرِي ما يُفْعَلُ بي ولا بكم﴾ [الأحقاف 9] ولن يتمكَّنَ أحدُهم من تخصيصِ عُمومِ وَعْدِ الله الكبير المتعالي ﴿قل يا عبادِيَ الذين أسرَفوا على أنفُسِهم إن اللهَ يغفرُ الذُّنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ [الزمر 53] والمعنى فلْيستغفروا ولْيُنيبوا إلى ربِّهم فهو غفور رحيم. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">الحسن مـحمد ماديك<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة<o:p></o:p></span></div> <br /></div>

إشكالية الصراع بين الأنظمة السّياسيّة والإسلام السّياسيّ (2)

أولا: الأنظمة السياسيّة: الأنظمةُ السياسيّة في عالمنا العربـي والإسلامي جبرياتٌ تـجلَّتْ ـ كالشمسِ في كبِدِ السماء في يومٍ صحْوٍ ـ بِ...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق

إشكالية الصراع بين الأنظمة السّياسيّة والإسلام السّياسيّ (1)

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"> <br /></div> <div align="center" class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: center; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">دراسة نقدية<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">هذا البحث دراسة استراتيجية لا تُساير أحدا من طرَفَيِ الصراع: الأنظمة السياسية والإسلام السياسي ولا تحابيه بل أعدَّها باحث متجرّدٌ لا يملك وظيفةً ولا عقارا ولا مالا أي ليس لديْه ما يخسَره مِن متاع الحياة الدنيا، أعدَدتُّها بمنطق رجل الإطفاء السّويِّ الذي يكره الحريق مخافة أن يتضرّر به وهو المؤهَّلُ قبل غيرِه للاقتراب منه لإطفائه، وبتصوراتِ طفلٍ قاصر لـم يتجاوزِ العاشرة شهِد ـ مع أخَوَيْه الفَطيمِ والرّضيعِ ـ معركةً داميَةً بين أبويْهِ الأحمَقَيْنِ فَأقعدتْ كلا منهما عن الحركة فأضحيَا كِلاهُما كَلًّا على ذُرِّيَّةٍ ضُعَفَاءَ في وادٍ ذِي ذِئاب وضِباعٍ وسِباعٍ ولا يملكون لأنفُسِهم نفْعا ولا ضَرًّا إذ أضاعَهُم الأبوانِ المسؤولان شرعا وفِطرَةً عن تأمينِهم وحمايتهم وتربيهم.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">من هذا الْمُنطلَق والْـمنطِقِ والتصوُّرات لا أزال أزداد نُفورا من الانتخابات العامَّةِ لِما تحَسَّسْتُه فيها مِن تسوِيَة رأْيِ أعقَل النَّاسِ وأصلَحِهم برأيِ أجهل الناس وأسكَرِ الناسِ وأغفَلِ الناسِ إذْ لا تصلُحُ سياسة الناسِ في كل عصر ومِصْرٍ ومن كلِّ دِينٍ ومِلَّةٍ إلا بعزْلِ السّاسَة من أهل الرأي والحلم والعدل عن تأثيرِ الغوغاء والدَّهماءِ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;"><span style="mso-spacerun: yes;"> </span>إنَّ قراءةً في علم الاجتماع حوادِثَ التشرُّد والقتل ومحرقة الأطفال والعامَّةِ، وحوادثَ فِرارِ الآلاف من العرب المسلمين من سوريا الحبيبةِ المنكوبة إلى ألمانيا وأوروبّا يبتغون ملْـجَأً أو مَغاراتٍ أو مُدَّخَلًا يَقِيهِم محرقة البراميل المتفجرة العمياء إذ لا تُفَرِّقُ بين الرجال المعارضين المقاتلين وبين الأطفال والرُّضَّع والشيوخ العجزة، ومنظرَ الطفل السوري عمران دقنيش المتماسك من غير بكاء ولا صراخ ولا استغاثة بعد تفجير منزل أهله على رأسه، ومنظرَ غَرَقِ الطفل السوري إيلان في البحر فرارا عن بلاد العرب والمسلمين وعن جزيرة العرب إلى بلاد النصارى والكفار لكفيلةٌ بنسْفِ مُصطلح "دار الإسلام ودار الكفر" في عصرنا الحاضر، وحقيقَةٌ بتأصيلِ القَوْلِ بأنّ "الاجتهاداتِ الفقهية لا يجوز الإفتاءُ بها بعد انقراض الجيل الذي عاصَرَها" ولا تسل عن مصداقية مصطلح "دار الإسلام ودار الكفر" في العهد النبويّ بعد غزوة الأحزاب وتجاوزهم مرحلة الدفاع إلى مرحلة التمكين وفي العهد الراشدي وعصر يوسف ابن تاشفين الزاهر القاهر الظاهر ونحوه.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ويصحو الراشد العاقلُ بين الفينة والفينةِ من سَكْرةِ الفِتْنَة واللطمةِ فإذا بالساسة والمسوسين والحكام والمحكومين كأنّما يُساقون إلى مزيد من الصراع والضياع، فيعلمُ أن ليس له شرْعا تَضييعُ ساعةٍ ولو واحدة من عمُرِه ولا هَدْرُ الـجُهْدِ بالاجتهاد في السُّؤالِ لِتَحْدِيدِ الباغِي والصَّائِلِ الأوّل مخافةَ أن تزدادَ اشتعالا نيرانٌ للحرب أوقدَها أعداءُ البشرية تُجّار الأسلحة، بل يلزَمُ العقلاءَ من كل الأمم والأديان ضرورةَ الإسراعِ في إطفاء الفتن والحرائق ونَزْعِ فَتِيلِها لِاستبقاء ما تَبَقَّى من كرامة الإنسان مسلمٍ وغيرِ مسلمٍ، عربيٍّ وأعجميٍّ على السّواء.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">ولا يزَالُ خَواصُّ الناسِ وعمومُ الناسِ ظَلَمَةً قبلَ التمكُّنِ مِن تمثُّلِ الواجِبِ الأوّلِ ـ في هذه المرحلة ـ وهو إطفاءُ الفِتَن والحروب، لتحرير رقاب البقيّة المتبقِّيَة من العامّة المنكوبة المستضعفة ﴿لَا يَسْتَطِيعُون حِيلَةً ولَا يَهْتَدُون سَبيلًا﴾ [النساء 98]، أي طريقا يسلُكُهُ المستضعفون من الرجال والنساء والوِلْدانِ ينجيهم من المحرقة والتمزّقِ والتشرُّدِ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">بهذه الموازين والتصورات أناقشُ إشكاليّة الصراع بين الأنظمة السياسيّة والإسلام السياسيّ، صراعٌ تضرَّر منه العامَّةُ ـ وهم مَن يأكلون بِعَرَقِ الجبينِ بعيدا عن أكاذيب السياسة كالطبيب والمدرِّسِ والخبّاز وَمَن لا يفقَه مِن فلسفة الصراع شيئًا ـ قبل الأطراف المتصارعة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وإنّ مِن أكبر عقبات الواقع تلكم النظرة غَيْرُ الوُدِّيَّةِ بين الإسلام السياسي وبين الأنظمة السياسيّة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">وأبدأ بالتعريف بالأنظمة السياسيّة ثم الإسلام السياسي ولِيتأتّـى وصْفُ الحلول المقتَرَحة لوأدِ الفتنة وإطفاء الحروب بتبيان فقه المرحلة والواقع.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">الحسن محمد ماديك <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة<o:p></o:p></span></div> <br /></div>

إشكالية الصراع بين الأنظمة السّياسيّة والإسلام السّياسيّ (1)

دراسة نقدية هذا البحث دراسة استراتيجية لا تُساير أحدا من طرَفَيِ الصراع: الأنظمة السياسية والإسلام السياسي ولا تحابيه بل أعدَّها باحث...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق

الآية: في تفصيل الكتاب المنزّل

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div class="MsoBodyText" dir="RTL"> <b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ansi-font-size: 16.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">الآية</span></b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 20.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">: </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">في تفصيل الكتاب المنزّل هي العلامة وتقع على المتلوة في المصحف وعلى النعمة وعلى الدليل على التكرار وعلى القرينة وعلى الخارقة المعجزة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">ومما يقع على المتلوة قوله ﴿ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْـحَكِيمِ﴾ [آل عمران 58]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">ومما يقع على النِّعمة قوله ﴿يَا بَنِـي ءَادَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف 26].<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyText" dir="RTL" style="tab-stops: list 49.5pt;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">ومما يقع على الدليل على التكرار قوله ﴿إِنَّ فِـي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ [الروم 23]، بعد ذكر المنام بالليل والنهار وطلب رزق الله.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyText" dir="RTL" style="tab-stops: list 49.5pt;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">ومما يقع على القرينة قوله ﴿ثُمَّ بَدَا لَـهُم مِّنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّـى حِينٍ﴾ [يوسف 35]، ويعني بالآيات القرائن الدالة على براءته، وقولُه ﴿إِنَّ فِـي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالفُلْكِ التِـي تَـجْرِي فِـي الْبَحْرِ بِـمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَينَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة 164]، ويعني بالآيات القرائن الدالة على أن الله هو رب العالمين ومدبر الأمر.<span style="mso-spacerun: yes;">  </span><o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyText" dir="RTL"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: "Times New Roman"; mso-hansi-font-family: "Times New Roman";">وإن الآية الخارقة المعجزة لتقع على التي للكرامة والطمأنينة وعلى التي للتخويف والقضاء.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">فأما التي للكرامة والطمأنينة فكما في قوله ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّـي ءَايَةً قَالَ ءَايَتُكَ أَن لَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا﴾ [مريم 10]، وقوله ﴿وَرَسُولًا إِلَـى بَنِـي إِسْرَاءِيلَ أَنِّـي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّـي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ <span style="mso-spacerun: yes;"> </span>فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَص وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللهِ وَأُنَبِّئُكُم بِـمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِـي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِـي ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِنْ كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [آل عمران 49]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وأما التي للتخويف والقضاء فكما في قوله ﴿هَـذِهِ نَاقَةُ اللهِ لَكُمْ ءَايَةً﴾ [الأعراف 73]، وقوله ﴿قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ﴾ طـه، وقوله ﴿وَقَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ﴾ [طـه 133]، وهـذه الآيات للتخويف لا يكون بعدها إلا القضاء ـ قبل موت الرسول بالآيات ـ بين الفريقين بنجاة المؤمنين وإهلاك المجرمين المكذبين بها.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وتقع آيات الكتاب والقرآن على بعض الفواتح في أوائل السور المعلومة كقوله ﴿الــم تِلْكَ ءَايَــاتُ الْكِتَابِ الْـحَكِيمِ﴾ لقمان، وقوله ﴿طـسم تِلْكَ ءَايَــاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ [فاتحتا الشعراء والقصص] وقوله ﴿الـمر تِلْكَ ءَايَــاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ﴾ [فاتحة الرعد] وقوله ﴿طـس تِلْكَ ءَايَــاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ فاتحة النمل] ونحوه. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وإن الآية التي تقع على المتلوة، وعلى آيات الكتاب، وعلى النعمة، وبعض التي تقع على القرينة للتصديق هي آيات الله كما هو تفصيل الكتاب المنزل. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">وإن الآية التي تقع على الخارقة المعجزة هي آيات رب العالمين كما هو تفصيل الكتاب المنزل. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">من موسوعتي للتفسير وأصوله "معاني المثاني"<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">الحسن محمد ماديك <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt; mso-ascii-font-family: Calibri; mso-ascii-theme-font: minor-latin; mso-hansi-font-family: Calibri; mso-hansi-theme-font: minor-latin;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة<o:p></o:p></span></div> <br /></div>

الآية: في تفصيل الكتاب المنزّل

الآية : في تفصيل الكتاب المنزّل هي العلامة وتقع على المتلوة في المصحف وعلى النعمة وعلى الدليل على التكرار وعلى القرينة وعلى الخارقة المعج...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق

مَرَدَ في تفصيل الكتاب المنزَّل

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">مرد: وردت في تفصيل الكتاب المنزل صفةً من صفات الذّم اتّصف بها المنافقون من شرار بني آدم، واتّصف بها الشياطين من شرار الجن وتعني اقتصار سلوك المكلَّف على المعصية لا يخلط معها عملا صالحا ولا طاعة واقتصر سلوك كل شيطان مريدٍ على المعصية والإضلال عن سبيل الله غير مشوب بشيء من الطاعة والإسلام لرب العالمين، وكان إبليس شيطانا مريدا مَرَدَ سلوكُه على المعصية والكفر والإضلال لا يأتي شيئا من الإيمان والإسلام والطاعة، وإنما يسترق السمع إلى الملإ الأعلى كلُّ شيطان مَريد، ومن الوعد في صدر سورة الحج أن سيُعرض عن الآيات للتخويف والقضاء في آخر الأمة مَن يتراءوْن فقهاء ويتّبعون كل شيطان مَريد يتلو عليهم من السحر وبقيةً مما ترك هاروت وماروت، ووعَد اللهُ منافقين في المدينة النبوية مَردوا على النفاق أن يُعذِّبَهم في الدنيا مرتين مرة بالعذاب الأدنى ثم يُكشَف ولا يتوبون فيُعذِّبُهم بالعذاب الأكبر الماحق قبل عذاب عظيم بجهنم في اليوم الآخر، وكشفت ملكة سبأ عن ساقيها المستورتيْن لئلا تبتلّ ثيابها على عتَبة دخول الصّرْح الْمُمَرَّد من قوارير لم يخالطه شيء غير القوارير فكأن منها الصفائح والدسر، ووقع في كلام العامة وصفُ المتمردين على الذين يشاقون الحاكم فلا ينقادون لنظامه وسلطانه. <o:p></o:p></span></b></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">من موسوعتي "مثاني المعاني" <o:p></o:p></span></b></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">الحسن مـحمد ماديك<o:p></o:p></span></b></div> <div class="MsoBodyTextIndent" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; margin-left: 0cm; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="font-family: "Traditional Arabic","serif"; font-size: 18.0pt;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة<o:p></o:p></span></b></div> <br /></div>

مَرَدَ في تفصيل الكتاب المنزَّل

مرد: وردت في تفصيل الكتاب المنزل صفةً من صفات الذّم اتّصف بها المنافقون من شرار بني آدم، واتّصف بها الشياطين من شرار الجن وتعني اقتصار سل...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق

التاء الساكنة الزّائدة على الفعل بصيغة الماضي

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <b><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">التاء الساكنة الزّائدة على الفعل بصيغة الماضي<o:p></o:p></span></b></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">تعدَّدتْ معانيها ودلالاتها في الكتاب المنزل وتدورُ حول الشمول والاستغراقَ في تأكيد قَوْلٍ أو فِعلٍ أو سلوك وسواء أُسند إلى الْـمُؤنَّثِ الْـمُفردِ أو إلى جماعة الذُّكور أو إلى مُـجتمَع جمَع بين الذُّكور والإناث أو إلى ما لا يشمله التأنيث والتذكيرُ من الأحياء ونحوِهم ومِن المحسوس في عالم الشهادة أو مِن الغيب الموعود الْـمُنتظَرِ. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وينتقض القول بتخصيص التاء الساكنة الزائدة على الفعل بالتأنيث بتتبع مواضعها في القرآن ومنها:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير 2] <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَـهَا خَاضِعِينَ﴾ [الشعراء 4]<span style="color: red;"><o:p></o:p></span></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">إذ لا تأنيث في النجوم بقرينة ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى﴾ [بداية سورة النجم]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ولا تأنيث في الأعناق بقرينة الوصف بـ ﴿لَـهَا خَاضِعِينَ﴾ [الشعراء ]<span style="color: red;"><o:p></o:p></span></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكما تتبعتُه في التفصيل التالي:<o:p></o:p></span></div> <br /> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ومن معاني الشّمول والاستغراقِ ونفْي التخلُّف والشّذُوذ في التاء الساكنة الزائدة على الفعل بصيغة الماضي قولهُ تعالى في المثاني:<o:p></o:p></span></div> </div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ﴾ [النساء 23]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ﴾ [الانفطار 5]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ﴾ [يونس 30]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِـي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ﴾ [يونس 54]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويعني عُموما لا استثناء منه في تحريم نكاح الأمهات وسائر المعطوف عليهنّ. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويعني أن كلَّ نفْسٍ ستُنَبَّاُ بعرْضِ ما سلَفَ من أعمالِها وبما قدَّمَتْ فِي حياتِها من عمل ومَا أخّرتْهُ من آثار أعمالِها فاهتدَى به أو ضَلَّ من عاشوا بعدها عَرْضًا يحْصُل به العلم أنّ الله لا يخفَـى عليه شيْءٌ في الأرضِ ولا في السماء وأنّه عليم بذات الصُّدُور. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويعني أنَّ كل نفس ظلمتْ لو أنّ لها ما في الأرض جميعا ومثله معه لن تستبقيَ منه نقيرا بل تفتدِي به جميعا عن العذاب.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ومن الأول للاستغراق في تأكيد المفرد المؤنث قوله ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِـي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا﴾ [الذاريات 29] وقوله ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾ [يوسف 24] ويعني أنَّ مُـحاولتَها البطش به أكبرُ من إرادته البطش بها، وكذلك قوله ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا﴾ [القصص 10] للدلالة على نسيانها الوعدَ من الله وأنّها أوشكتْ على الصراخ بالبكاء والاستغاثة حتى لا يُذْبحَ وهي ساكتة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويَلحقُ بالْـمُسنَدِ إلى الـمُفرَد الـمُؤنّثِ الْـمُثَنَّـى سواء من جنسِ الإناث نحو قوله:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ﴾ [القصص 23]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿كَانَتَا تَـحْتَ عَبْدَيْنِ﴾ [التحريم 10]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">أو مما لا يشمَلُهُ التَّأنيثُ نحو قوله:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿<u>فَدُكَّتَا</u>﴾ [الحاقة 14]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿كَانَتَا رَتْقًا﴾ [الأنبياء 30]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">لأنَّ ضمير التثنية المتصل هو الألِف وحدها كما لا يخفَـى في قوله ﴿وَقَالَا الْـحَمْدُ للهِ﴾ [النمل 15] وقوله ﴿حَتَّـى إِذَا جَاءَانَا﴾ [الزخرف 38] في قراءة أهل الحرميْن والشامي وشعبة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ومن الثاني لبيان الشمول وتأكيد قول أو فعل أُسْنِدَ لـجماعة الذُكور قوله:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَمَا مُـحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ﴾ [آل عمران 144]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ [الأعراف 101]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ﴾ [براءة 70]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِـي اللهِ شَكٌّ﴾ [إبراهيم 10]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ [الأحقاف 21]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وأمّا قوله تعالى ﴿قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِّنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالذِي قُلْتُمْ فَلِـمَ قَتَلْتُمُوهُمْ﴾ [آل عمران 183] فـمُفْرَدَةٌ أي لا نظير له لتجرّده من التّاء الساكنة في نظائره ويعني أَنّ قَتْلَ بني إسرائيل لم يشملْ جميعَ الرُّسُلِ الذين جاءوهم، فذلكم الفَرقُ بين حرف آل عمران هذا وبين قولنا "جاءَتْكم رُسُلٌ مِن قبلي بالبيّنات فقتلتُموهم" أي لم ينْجُ مِن القَتْلِ أحدٌ مِن الرُّسُل.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ومن الثالث: للدّلالة على الشمول وتأكيد قوْل أو سُلُوكٍ أو فعل أُسنِدَ إلى مجتمع جمَع الذكورَ والإناث كما في المثاني:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَـحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة 18]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِـمَا قَالُوا﴾ [المائدة 64]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿قَالَ ادْخُلُوا فِـي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُم مِّنَ الْـجِنِّ وَالْإِنْسِ فِـي النَّارِ﴾ [الأعراف 38]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْـجِنُّ ﴾ [بني إسراءيل 88]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً﴾ [القصص 58]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾ [الأنبياء 78]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذلكم قد ﴿كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ﴾ تفصيلا في سورة الشعراء وغافر والقمر وفي ق وص، ولا يتأتَّـى وصف التاء الساكنة بالتأنيث لِامتناع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿إِذْ قَالَ لَـهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ﴾ [الشعراء 106] وقوله ﴿أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء 106] وقوله ﴿إِنِّـي لَكُمْ﴾ [الشعراء 107] وقوله ﴿فَاتَّقُوا اللهَ﴾ [الشعراء 108 ـ 110] ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ [الشعراء 108 ـ 110] وقوله ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ﴾ [الشعراء 109] وقوله ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ﴾ [الشعراء 111] وقوله ﴿قَالُوا لَئِنْ﴾ [الشعراء 116] وقوله ﴿إِنَّ قَوْمِي كَذَبُونِ﴾ [الشعراء 117] وقوله ﴿فَافْتَحْ بَيْنِـي وَبَيْنَهُمْ فَتْـحًا﴾ [الشعراء 118] وقوله ﴿فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا﴾ [القمر 9] وقوله ﴿وَقَالُوا مَـجْنُونٌ﴾ [القمر 9] وقوله ﴿لِيَأْخُذُوهُ﴾ [غافر 5] وقوله ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ﴾ [غافر 5] وقوله ﴿لِيُدْحِضُوا﴾ [غافر 5] وقوله ﴿فَأَخَذْتُهُمْ﴾ [غافر 5] وغيره.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذّبتِ الأحزاب من بعد قوم نوح تفصيلا في سورة غافر ولا يتأتَّـى وصف التاء الساكنة بالتّأنيث لِامتناع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿لِيَأْخُذُوهُ﴾ [غافر 5] وقوله ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ﴾ [غافر 5] وقوله ﴿لِيُدْحِضُوا﴾ [غافر 5] وقوله ﴿فَأَخَذْتُهُمْ﴾ [غافر 5] <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذّبتْ عاد تفصيلا في سورة ق وص والشعراء والقمر والحاقّة ولا يتأتّـى وصف التاء الساكنة بالتأنيث لِامتناع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿إِذْ قَالَ لَـهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ﴾ [الشعراء 124] وقوله ﴿أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء 124] وقوله ﴿إِنِّـي لَكُمْ﴾ [الشعراء 125] وقوله ﴿فَاتَّقُوا اللهَ﴾ [الشعراء 126 ـ 131] وقوله ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ [الشعراء 126 ـ 131] وقوله ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ﴾ [الشعراء 127] وقوله ﴿أَتَبْنُونَ﴾ [الشعراء 128] وقوله ﴿تَعْبَثُونَ﴾ [الشعراء 128] وقوله ﴿وَتَتَّـخِذُونَ﴾ [الشعراء 129] وقوله ﴿لَعَلَّكُمْ﴾ [الشعراء 129] وقوله ﴿تَـخْلُدُونَ﴾ [الشعراء 129] وقوله ﴿بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ﴾ [الشعراء 130] وقوله ﴿جَبَّارِينَ﴾ [الشعراء 130] وقوله ﴿وَاتَّقُوا﴾ [الشعراء 132] وقوله ﴿أَمَدَّكُمْ﴾ [الشعراء 132 ـ 133] وقوله ﴿بِـمَا تَعْلَمُونَ﴾ [الشعراء 132] وقوله ﴿أَخَافُ عَلَيْكُمْ﴾ [الشعراء 135] وقوله ﴿قَالُوا سَوَاءٌ﴾ [الشعراء 136] وقوله ﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ [الشعراء 139] وقوله ﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ﴾ [الشعراء 139]<span style="color: red;"> </span>وقوله ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا﴾ [القمر 18] وقوله ﴿وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيـحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ﴾ [الحاقة 6] وقوله ﴿عَلَيْهِمْ سَبْعَ﴾ [الحاقة 7] وقوله ﴿صَرْعَى﴾ [الحاقة 7] وقوله ﴿كَأَنَّهُمْ﴾ [الحاقة 7] وقوله ﴿فَهَلْ تَرَى لَـهُمْ﴾ [الحاقة 8] ولامتناع تخصيص التأنيث في قوله ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الفرقان 39]<span style="color: red;"><o:p></o:p></span></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذّبتْ ثمود تفصيلا في سورة ق وص والشعراء والقمر والحاقّة ووالشّمس ولا يتأتَّـى وصف التاء الساكنة لِامتناع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿إِذْ قَالَ لَـهُمْ أَخُوهُمْ صَالِـحٌ﴾ [الشعراء 142] ﴿أَلَا تَتَّقُونَ﴾ [الشعراء 142] وقوله ﴿إِنِّـي لَكُمْ﴾ [الشعراء 143] وقوله ﴿فَاتَّقُوا اللهَ﴾ [الشعراء 144 ـ 150] وقوله ﴿وَأَطِيعُونِ﴾ [الشعراء 144 ـ 150] وقوله ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ﴾ [الشعراء 145] وقوله ﴿أَتُتْرَكُونَ﴾ [الشعراء 146] وقوله ﴿ءَامِنِينَ﴾ [الشعراء 146] وقوله ﴿وَتَنْـحِتُونَ﴾ [الشعراء 149] وقوله ﴿فَارِهِينَ﴾ [الشعراء 149] وقوله ﴿وَلَا تُطِيعُوا﴾ [الشعراء 151] وقوله ﴿قَالُوا إِنَّـمَا﴾ [الشعراء 153] وقوله ﴿وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ﴾ [الشعراء 155] وقوله ﴿وَلَا تَـمَسُّوهَا﴾ [الشعراء 156] وقوله ﴿فَيَأْخُذَكُمْ﴾ [الشعراء 156] وقوله ﴿فَعَقَرُوهَا﴾ [الشعراء 157] وقوله ﴿فَأَصْبَـحُوا﴾ [الشعراء 157] وقوله ﴿نَادِمِينَ﴾ [الشعراء 157] وقوله ﴿فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ﴾ [الشعراء 158] وقوله ﴿فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ﴾ [القمر 23] وقوله ﴿فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ﴾ [القمر 23] وقوله<span style="color: #f79646; mso-themecolor: accent6;"> </span>﴿فَأَمَّا ثَـمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ﴾ [الحاقة 5] وقوله ﴿فَقَالَ لَـهُمْ رَسُولُ اللهِ﴾ [الشمس 13] وقوله ﴿فَكَذَّبُوهُ﴾ [الشمس 14] وقوله ﴿فَعَقَرُوهَا﴾ [الشمس 14] وقوله ﴿عَلَيْهِمْ﴾ [الشمس 14] وقوله ﴿رَبٌّهُمْ﴾ [الشمس 14] وقوله ﴿بِذَنْبِهِمْ﴾ [الشمس 14] ولامتناع التأنيث في قوله ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الفرقان 39]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويمتنع وصف أصحاب الرّسِّ بالتأنيث لِمانِع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ [ق 12] وقوله ﴿وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ﴾ [الفرقان 39]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذّبتْ قومُ لوط تفصيلا في سورة ص والشعراء والقمر ولا يتأتَّـى وصف التاء الساكنة بالتّأنيث لِمانِع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿إِذْ قَالَ لَـهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٍ﴾ [الشعراء 160] وقوله ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا﴾ [القمر 33] وبقرينة قوله ﴿وَإِخْوَانُ لُوطٍ﴾ [ق 12] يعني بدل "أخواتِ لوط"<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذلك يمتنع وصْفُ ﴿وَأَصْـحَابُ الْأَيْكَةِ﴾ [ق 12] و ﴿وَأَصْـحَابُ لْئَيْكَةِ﴾ [ص 12] بالتأنيث ولِمانِع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ [ق 12] وقوله ﴿إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ [ص 12]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويمتنع وصف فرعون بالتأنيث ولِمانِع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ [ق 12] وقوله ﴿إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ [ص 12]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويمتنع وصف قوم تُبَّعٍ بالتأنيث ولِمانِع تخصيص صيغة التأنيث في قوله ﴿كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾ [ق 12] <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ومن الرابع: للدلالة على الشمول وتأكيد ما لا يشمله التذكير والتأنيث قوله: <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِـمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ [البقرة 95] <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِـي النَّارِ﴾ [النمل 90] وقوله <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا﴾ [يوسف 18] [يوسف 83]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">و﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْـحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب 10]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذلك المثاني:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْـمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ [القتال 27]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَإِذْ قَالَتِ الْـمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ﴾ [آل عمران 42]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْـمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا <u>وَهُمْ</u> لَا يُفَرِّطُونَ﴾ [الأنعام 61] القراءتان<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى﴾ [هود 69]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَـمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ﴾ [هود 77]     <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويظهر مزيد من التّوكيد في قراءة الجماعة ﴿فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [آل عمران 39] وأكثرَ مما في قراءة حمزة والكسائي وخلف ﴿فَنَادَاهُ الْمَلَائِكَةُ﴾ [آل عمران 39]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ومن الخامس: لِتأكيد ما أُسند إلى مـحسوسٍ في عالم الشهادة قوله:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿قَدْ كَانَتْ ءَايَاتِـي تُتْلَـى عَلَيْكُمْ﴾ [قد أفلح 66]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿أَوَلَـمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ﴾ [آل عمران 165]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿حَتَّـى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِـمَا رَحُبَتْ﴾ [براءة 118]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَوِ اتَّبَعَ الْـحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ﴾ [قد أفلح 71]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿أَعْمَالُـهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِـي يَوْمٍ عَاصِفٍ﴾ [إبراهيم 18]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وإنّ بني إسراءيلَ قد أخذتْهم الصاعقة ـ بالتاء المثناة الفوقية الساكنة بعد الذال المعجمة ـ كما في سورتيْ البقرة والنساء، وكذلك أخذَتِ الصَّاعِقَةُ ثمود تفصيلا في سورة الذاريات.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وإنّ ثـمودَ قد أخذَتْهُم الرّجفةُ تفصيلا في سورة الأعراف، وكذلك مدينُ كما هو مفصّل في سورتـيِ الأعراف والعنكبوت.  <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وإنّ قومَ لوط قد أخذَتْهمُ الصَّـيْحَةُ وَقْتِ الإشراق تفصيلا في سورة الحجر، وكذلك مدينُ تفصيلا في سورة هود، وكذلك ثمود تفصيلا في سورة العنكبوت والحجر وقد أفلح <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وأمَّا قوله ﴿وَأَخَذَ الذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْـحَةُ فَأَصْبَـحُوا فِـي دِيَارِهِمْ جَاثِـمِينَ﴾ [هود 67] في شأن ثمود فمُفرَدةٌ أي لا نظير ولعلّه واللهُ أعلم للدلالة على أنّهم عذِّبوا ثلاثَ مرّاتٍ أولاها: بالصاعقة أخَذَتْهم وهم ينظرون غير أنهم لم يموتوا بها وإنما لم يستطيعوا القيام منها ثم ثانيا: أخذَتْهم الرّجفة ثمّ ثالثا: أَخَذَهم الصّيـحَةُ أخْذًا سريعا فما أبقتْ فيهم أثَرا من حياةٍ وكما قال اللهُ الحقُّ المبينُ ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْـحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْـمُحْتَظِرِ﴾ [القمر 31] أي لَا أثَر لـحَياةٍ كهشيم العيدان اليابس المتفتّتِ ومن المثاني معه قوله تعالى ﴿إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْـحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴾ [يس 29] في شأن أصحاب القرية التي جاءها المرسلون الثلاثة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وكذلكم بالتاء الساكنة للدلالة على التأكيد والشمول قوله تعالى:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [يونس 57]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿فَإِنْ زَلَلْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [البقرة 209]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ﴾ [البقرة 213]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">وتجرّد من التاء الساكنة مثانيه:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [البقرة 253]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران 86]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَا تَكُونُوا كَالذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران 105]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ويعني والله أعلم وَصْفَ الذِين لـمْ يتبيّنُوا البينات التي جاءهم بها الرسُلُ بها بقرينة اقتتال أمم الرُسُل من بعدم كما في حرف البقرة وبقرينة إعراض اليهود والنصارى الذين شهِدُوا أنّ الوعْدَ بالرّسول حقٌّ أي أدركوا بعثَ النبي الأمِّيّ صلّى الله عليه وسلّم وحضروه بعد عِلْمِهم أنّ وصفَهُ والوعدَ بِه مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل وبقرينة تفرُّقِهم واختلافهم رغم ما جاءهم من البيّنات مع الرُّسُل بها كما في حرف ثاني آل عمران ويعني أنّهم لم يتبيّنوا البينات التي جاءهم بها الرّسُل بها كمَن غابوا عنها ولـم يطّلِعُوا عليها، ولقد استأنستُ واحتججتُ بقوله تعالى ﴿وَنَادَى أَصْـحَابُ الْـجَنَّةِ أَصْـحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقَّا﴾ [الأعراف 44] ولا يخفَـى أنّ الـجَهْلَ ينقلبُ علما وأنّ الشّكَّ ينقلبُ يقينا وأنَّ الغفلة تنقلبُ بصَرا حديدا وبصيرة ثاقِبَة في مَن حَضَرَهُ الْـمَوْتُ وشَهِدَ الملائكَةَ يتوفَّوْنَهُ وهم لا يُفَرِّطُونَ فذلكم عِلْمُ اليقينِ وأكبَرُ منه عِلْم الذي بُعِثَ وتجاوز يوم القيامة أي يومَ يقوم الناسُ لِرَبِّ العالمين إلى يوم الدِّينِ يومِ الحساب وتـجاوزَه إلى اليوم الآخِرِ في جنّةٍ أو جـحِيمٍ، ويعني أنَّ أصـحابَ الـجنَّةِ قد وصفوا أنفسَهم بقوْلِهم ﴿وَعَدَنا رَبُّنَا﴾ للدّلالة على أنّهم قد تلقَّوْا وعْدَ ربِّهِمْ تَفصيلا وءامَنوا به وانتظروه، وقالَ أَصْـحابُ الْـجنّةِ في وصْفِ أصحابِ النّار ﴿وَعَدَ رَبُّكُمْ﴾ للدلالة ـ والله أعلم ـ على أنّ أصحابَ النّار لـمْ يتبيَّنُوا وعْدَ ربِّهم لإعراضِهم عن التذكرة به كالـحُمُرِ فَرَّتْ مِن قَسْوَرةٍ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">سادسا: لِتأكيد ما أُسند إلى الغيب الْـمُنتظَرِ: <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْـمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات 171]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُّسَمًّى﴾ [طــه 129]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَرَحْمَتِـي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف 156]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ﴾ [التكوير 2]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿إذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ [التكوير]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر 69]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ [الحاقة 15]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾ [البقرة 166]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾ [الزمر 73]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">﴿وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ﴾ [الانفطار 2] <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">ولا معنى للتأنيث بقرينة قوله ﴿فَلَـمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّـي فَلَمَّا أَفَلَ﴾ [الأنعام 76]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">من كتابي <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">معاني المثاني "موسوعة معاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته"<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt;">الحسن محمد ماديك<o:p></o:p></span></div> <span dir="RTL" lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 18.0pt; line-height: 115%;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة</span></div>

التاء الساكنة الزّائدة على الفعل بصيغة الماضي

التاء الساكنة الزّائدة على الفعل بصيغة الماضي تعدَّدتْ معانيها ودلالاتها في الكتاب المنزل وتدورُ حول الشمول والاستغراقَ في تأكيد قَوْلٍ ...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق

دلالة الخَطَأُ في تفصيل الكتاب المنزل

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"> <br /> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <u><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">خطأ</span></u><span lang="AR-SA" style="color: red; font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">: </span><span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">الْخَطَأُ: في تفصيل الكتاب المنزل هو "قَوْلٌ أو عَمَلٌ مِنْ أعمالِ الجوارِحِ ـ لا الْقَلْبِ ـ أَخْطَأَ القَصْدَ فلم يُوافِقْهُ وتَضَرَّرَ بِه الْبَرِيءُ، كالذي يدْعُو الرجُلَ إلى غيرِ أبِيهِ وكان قَصْدُه نِسْبَتُهُ إلى أبيهِ ذي النُّطْفَةِ، وكالذي يَرْمِي صَيْدًا بَرِّيًّا فيُصِيبُ بسَهْمِه مؤْمِنًا فيقْتُلُهُ خَطَأً، ووَعَدَ اللهُ بالْعَفْوِ يَومَ الْحِسابِ عن المُؤَاخَذَة بِخَطَإٍ لم يَتَعَمَّدْهُ القَلْبُ مَوْطِنِ النِّيَّةِ والقَصْدِ والإرادة.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">وقد وقعتِ المغايَرةُ بين الْخطَإِ والإثْمِ وبين الخَطَإِ والنسيان وبين الخطإِ والذنب، واشتركَ الخطأُ والذَّنْبُ في حاجة صاحب كل منهما إلى مغفرة الله يوم الحساب للنجاة من العِقاب، وغايَر الخطأُ السيِّئَةَ في تعلُّقِ الخطإِ بالمغفرة وتعلُّقِ السيِّئَةِ بالتَّكْفِيرِ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">فمِن الْمُغَايَرة بين الخَطَإِ والإثْمِ قوله تعالى ﴿ومَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمّ يَرْمِ به بَرِيئًا فقدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وإثْمًا مُّبِينًا﴾ [النساء 112]، ولأنّ الإثمَ ـ كما عرَّفْتُهُ في معاني المثاني ـ "عمَلٌ مِن أعْمالِ الْقَلْبِ بِقَصْدِ إضرار الغَيْر" وأنّ باطنَه هو "كِتمانُ الحقيقة في الْقَلْبِ" وأنّ ظاهرَه هو "طمْسُ معالِـمِ الحقيقة ودلائلِها طَمْسًا ظَهَرَ وَلَـمْ يَخْفَ عَلَى الْـمُسْتَبْصِرِ" <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ويعني تعلُّقَ الخَطَإِ بالجوارِحِ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ومِن الْـمُغايرة بين الْـخَطَإِ والنِّسْيانِ قوله تعالى ﴿ربّنا لا تُؤَاخِذْنَا إن نَّسِينا أو أخْطأْنَا﴾ [البقرة 286]، وإذْ يعنِي النسيانُ ـ كما عرَّفْتُه في معاني المثاني ـ "تَرْكَ العمَلِ غَفْلَةً" <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ويعني أنّ الخطَأَ من أعمال الجوارح. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ومن الْـمُغايَرة بين الْـخَطَإِ والذّنْبِ قوله تعالى:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿واسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ﴾ [يوسف 29]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿وليس عليكم جُناحٌ فيما أخطأتُم به ولكن ما تعمّدَتْ قلوبُكم وكان اللهُ غفورا رحيما﴾ [الأحزاب 5]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ولأنّ الذَّنْبَ ـ كما عرَّفْتُهُ في معاني المثاني ـ "قولٌ أو عمَلٌ عَمْدٌ يُـخرِج صاحبَه من الأمْن والسِّلْمِ إلى استحقاقِ العِقاب".<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ويعني أنّ الخطأ قولٌ أو عَمَلٌ دون قَصْدٍ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ويعني افْتِقَارُ كُلٍّ مِنَ الخَاطِئِ والْـمُذْنِبِ إلى المغفرة تَضَرُّرَ الْغَيْرِ بكلٍّ منهما على حِدَةٍ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">وتعني حاجةُ صاحِبِ السَّيِّئَة إلى التكفير مُحَاسَبتَه يوم الدِّينِ بها إلّا يُكَفِّرْهَا اللهُ عنه بحَسَنَةٍ تَمْحُهَا كالصّدَقَة وإحياء الأنْفُسِ وإصلاحِ ما فَسَد. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">أمَّا الخطأُ فيغْفِرُه اللهُ إذْ لم يتَعَمَّدْهُ الْقَلْبُ.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">أمّا الْخَطيئَةُ في تفصيل الكتاب المنزّل كما في المثاني:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿ممّا خطيئاتِهم أُغْرِقُوا فأُدْخِلُوا نارا﴾ [نوح 25]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿وقال الذين كفَرُوا للذينَ ءامَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا ولْنَحْمِلْ خَطَايَاكم وما هم بحامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهم من شيءٍ﴾ [العنكبوت 12]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿إنّا ءامَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خطايانا أن كنَّا أوَّلَ الْمُؤمنين﴾ [طه 73]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿إنَّا نَطْمَعُ أنْ يَغْفِرَ لنا ربُّنا خطايانا أنْ كُنَّا أوَّلَ الْمُؤْمِنِين﴾ [الشعراء 51]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">فتعنِي الصَّدَّ عن سبيلِ اللهِ ومنه صَرْفُ النّاسِ عن اتِّباعِ الحقّ بخِداعِهم أنّما هم فيه من الباطل هو الحقُّ أو بقهْرِهم بالإبقاء في فُسطاط الباطل.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ووقع في تفصيلِ الكتاب المنزّل وصْفُ الخاطئين على الذين طلَبُوا غايةً بِسَعْيٍ انْقَلَبَ عليهم فلم ينالُوها كما في المثاني:<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿إنّ فرعونَ وهامان وجُنُودَهُما كانوا خَاطِئِينَ﴾ [القصص 8]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿قالوا تَاللهِ لَقَدْ ءَاثَرَكَ اللهُ علَيْنَا وإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ﴾ [يوسف 91]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿واسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إنَّكِ كُنْتِ مِن الْخَاطِئِين﴾ [يوسف 29]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">وقد حَرِصَ فرْعَونُ وهامانُ وجنُودُهُما على أن لا يكون لبنِي إسْرَائيلَ شأْنٌ ولا مُلْكٌ فانْقَلَبَ عليهم السَّعْيُ والْمَكْرُ والبَغْيُ. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">وحرِصَ إخوةُ يوسُفَ على أن يَخْلُوَ لهم وَجْهُ أبِيهم وَلِيَكونوا قَوْمًا صالِحين فأخطَأُوا السُّلُوكَ إليها. <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">وحرِصَتِ امرأةُ العزيزِ على إشباعِ شهوتِها دون عِلْمِ زوْجِها العزِيزِ فأخطأتْ ترتيباتُها ووسائلُها.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ووردتْ كلمة الْخِطْءِ بكسر الخاء المعجمة وإسكان الطاء المهملة في سِياقِ الْمُنكَر الْمُتَعَمَّدِ المقصود، ولقد عَجزْتُ أن أُوَجِّهَ قراءةَ أبي جعفر وابن عامر ﴿إِنَّ قَتْلَهُم كانَ خَطَأً كبيرا﴾ [بني إسرائيل 31] بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة والقصر لاستحالة اجتماع عدم القصد والنيّة مع سبب خشيَةِ الإملاق الْمُتكرر في سورتي الأنعام وبني إسرائيل.<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">ووردتْ كلمة الخَاطِئَةِ للدّلالة على انتِفَاء أيِّ جزْءٍ من أجزاءِ التوفيق باجْتِماع سوء القصْدِ والإصرارِ على طمْسِ الفِطرة والْخُرُوجِ عن طاعة الله ورُسُلِه كما في المثاني: <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿لئِن لَّمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بالنَّاصِيَة نَاصِيَةٍ كاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ﴾ [العلق 15 ـ 16]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">﴿وجاءَ فِرْعَونُ ومَنْ قَبْلَهُ والْمُؤْتَفِكاتُ بالْخَاطِئَةِ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَابِيَةً﴾ [الحاقة 9]<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">من موسوعتي للتفسير وأصوله <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">قسم معاني المثاني<o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">الحسن مـحمد ماديك <o:p></o:p></span></div> <div class="MsoNormal" dir="RTL" style="direction: rtl; line-height: normal; text-align: justify; text-justify: kashida; text-kashida: 0%; unicode-bidi: embed;"> <span lang="AR-SA" style="font-family: "traditional arabic" , "serif"; font-size: 16.0pt;">باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة <o:p></o:p></span></div> <br /></div>

دلالة الخَطَأُ في تفصيل الكتاب المنزل

خطأ : الْخَطَأُ: في تفصيل الكتاب المنزل هو "قَوْلٌ أو عَمَلٌ مِنْ أعمالِ الجوارِحِ ـ لا الْقَلْبِ ـ أَخْطَأَ القَصْدَ فلم يُوافِقْهُ...

مزيد من المعلومات »

الحسن محمد ماديك

0 تعليق