لقد تضمن تفصيل الكتاب المنزل إثبات نعيم البرزخ قبل يوم القيامة ذكرا من
الأولين في قوله
تعالى ﴿إني ءَامنتُ بربِّكم فاسمعونِ قِيلَ ادخُلِ الجنَّةَ قال يا
ليْتَ قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمينَ﴾ يـس، ومن المثاني
معه قوله تعالى:
ـ ﴿ولا تَحسَبَنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند
ربِّهم يُرْزَقون فرِحين بما ءَاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم
من خلفهم ألَّا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا
يُضيع أجر المؤمنين﴾ آل عمران
ـ ﴿ولا تقولوا لِمن يُقْتَل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا
تَشعرون﴾ البقرة
ـ ﴿يا أيها الذين ءَامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لِما يحييكم﴾
الأنفال، أي إذا دعاكم إلى الجهاد معه لما في القتْلِ في سبيل الله من حياةٍ يحيَوْنها في القبر
كالموصوف في سورة يس والبقرة وآل عمران.
وكذلك تضمن تفصيل الكتاب المنزل
إثبات عذاب البرزخ قبل يوم القيامة قوله تعالى:
ـ ﴿مما
خطيئاتهم أُغرِقوا فأُدخِلوا نارا﴾ سورة نوح
ـ ﴿وحاقَ بآلِ فرعون سوءُ العذاب النارُ يُعْرَضون عليها غُدُوًّا وعشِيًّا ويوم تقوم الساعةُ أَدْخِلوا آلَ فرعون أشدَّ العذاب﴾ غافر، وإنما الغدوُّ والعشيُّ من أعراض الدنيا وبقرينة تفصيل عذابهم بأشد منه يوم تقوم الساعة
ـ ﴿تالله
لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزيَّن لهم الشيطانُ أعمالَهم فهو ولِيُّهم اليومَ ولهم
عذاب أليم ﴾ النحل، ويعني أن المكذبين قبل نزول القرآن المهلكين في الدنيا لا
يزالون في عذاب البرزخ يوم نزل القرآن كما هي دلالة ولاية الشيطان إياهم وبيَّنها
النبيُّ الصِّدِّيق إبراهيم الخليل وهو يخاطب أباه بقوله ﴿يا أبتِ إني أخاف أن
يمسَّك عذابٌ من الرحمان فتكونَ للشيطانِ ولِيًّا﴾ إبراهيم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق