إن من الذِّكْرِ من الأولين في القرآن
العظيم أن رسولَ ربِّ العالمين هُودًا قد وعَد قومَه عادًا بعذاب يقطع دابر
المكذبين منهم في الدنيا موطنِ التكليف ويُنجِي اللهُ منه الذين آمنوا معه كما في قوله
﴿قالوا أجئتَنا لنعبدَ اللهَ وحده ونذَرَ ما كان يعبد ءَاباؤُنا فأْتِنا بما
تعِدُنا إن كنت من الصادقين قال قد وقع عليكم من ربكم رجسٌ وغضبٌ أتجادلونني في
أسماء سمَّيتموها أنتم وءاباؤُكم من نزَّل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من
المنتظِرين فأنجيناه والذين معه برحمةٍ منا وقطَعْنا دابرَ الذين كذَّبوا بآياتنا
وما كانوا مؤمنين﴾ الأعراف، وصَدَقَ الله رسُولَه هودا فأنجز وعدَه الذي لم يكُ
تسليةً ولا هزلا ولا رجْما بالغيب سبحان الله وتعالى عُلُوًّا كبيرا.
وإن من المثاني معه في القرآن وعْدًا
في الآخرين خطابَ الرسول بالقرآن النبيِّ الأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخطابَ
المكذبين منكري الغيب بقوله تعالى:
ـ ﴿ويقولون متى هذا الفتحُ إن كنتم
صادقين قل يومَ الفتحِ لا ينفع الذين كفروا إيمانُهم ولا هم ينظَرون فأعرض عنهم وانتظِرْ
إنهم منتظِرون﴾ السجدة
ـ ﴿فهل ينتظِرون إلا مثْلَ أيّام الذين
خلوْا من قبلهم قل فانتظِروا إني معكم من المنتظِرين ثم نُنَجِّي رُسُلَنا والذين
ءَامنوا كذلك حقا علينا نُنْجِي المؤمنين﴾ يونس
ـ ﴿هل ينظُرون إلا أن تأتِيَهم
الملائكةُ أو يأتيَ رَبُّك أو يأتِيَ بعضُ ءاياتِ ربِّكَ يوم يأتي بعضُ ءايات
ربِّك لا ينفع نفسا إيمانُها لم تكن ءَامنتْ من قبلُ أو كسبتْ في إيمانها خيرا قل
انتظِروا إنا منتظِرون﴾ الأنعام
ـ ﴿ويقولون لولا أُنزلَ عليه ءايةٌ من
ربِّه فقل إنما الغيبُ لله فانتظِروا إني معكم من المنتظِرين﴾ يونس
ـ ﴿وكلا نقًصُّ عليك من أنباء الرسلِ
ما نثبِّتُ به فؤادَك وجاءَك في هذه الحقُّ وموعظةٌ وذِكرى للمؤمنين وقل للذين لا
يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عامِلون وانتظروا إنا منتظِرون ولله غيبُ السماوات
والأرضِ﴾ هود
ويعني أن من الغيب في القرآن ويلزَم
المؤمنين الإيمان به وانتظارُه أن ستأتي الآيات الخارقة للتخويف والقضاء في الدنيا
موطن التكليف وأن سيأتي يومُ الفتح بنجاة المؤمنين بها وباستئصال المكذبين بها،
وعدا من الله في القرآن ﴿ومَنْ أَوفَى بعهْدِه من الله﴾ براءة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق