دراسة نقدية حول القواعد النحوية
أزمنة الفعل
لقد قسَمَ أئمة النحو الأفعال إلى ثلاثة أقسام: ماض ومضارع وأمْر.
وليتهم عدَلوا إلى وصف صيغة الفعل الماضي بالإخبار كما في قوله ﴿أبى واستكبر وكان من الكافرين﴾ البقرة، بصيغة الإخبار لقصور دلالة الخبر على الحادثة المنقضية، وتقع صيغ الإخبار على الماضي المنقضي ما لم تصرفه قرينة إلى المستقبل المنتظر، وتقترن صيغة الإخبار المقرونة بقرينة المستقبل المنتظر للدلالة على التأكيد كقوله تعالى ﴿أتى أمْرُ الله فلا تستعجلوه﴾ النحل، وإنما يُستعجل المستقبل المنتظر لا الماضي المنقضي، وجاءت قرينة النهي عن الاستعجال لتقلبَ صيغة الإخبار إلى الاستقبال، ويأتي تفصيل القرائن في الكتاب المنزل والله المستعان.
وليتهم قسموا المضارع إلى قسمين صيغة الحال وصيغة الاستقبال ولعل القارئ بعد ابتداء القراءة وقبل انقضائها أي أثناءها يقرأ بصيغة الحال، وليس هو كالذي ينتظر وِرْدَه في المساء وسيقرأ بصيغة الاستقبال القريب، أو ينتظر دَوْرَه فيما بعدُ وسوف يقرأ بصيغة الاستقبال البعيد، ولا تقع صيغ الاستقبال في الكتاب المنزل على الماضي المنقضي وتبيان ذلك وتفصيله هو القصد والله المستعان.
وليتهم قسموا ما تعارفوا عليه بفعل الأمر إلى قسمين: صيغة الطلب والدعاء كما في قول موسى ﴿رب اشرح لي صدري﴾ طـه، وصيغة الخطاب والتكليف كما في قوله ﴿يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي﴾ وقوله ﴿وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها﴾ طـه.

وظهَرَ الخلطُ بوصف صيغة الطلب كما في قول السائل "أعطني درهما" وكما في قول الخائفِ حِسابَ الله ﴿ربِّ اغفرْ لي﴾ بفعل الدعاء والضراعة والتذلل، ساوَوْا بينها وبين صيغة الأمر والتكليف من الشيخ يخاطب تلميذَه: احفظْ درسَك".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top