مهلا أيها المُفْتِي ليتَك تُفكِّرُ وتُقَدَّرُ:
فإن كانت فتْواكَ تتعلَّقُ بالتكاليف الفردية والأحوال
الشخصية والمعاملات فلا حرج عليك ما تأهَّلْتَ لها وكنتَ مأذونا.
وإن كانت فتْواكَ تتعلّقُ بالشأنِ العام أو حوادِثَ دوليَّةٍ
لَسْتَ جزءًا من ترتيباتِها ولا تأثيرَ لك في تقريرِها وإلغائِها فلْتُسَارِعْ إلى
اعتبارِ حالِ:
ـ آلاف الأسرى والمساجين في فلسطين وغيرها
ـ العامة المستضعفون من الرجال والنساء والأطفال لا
يفقهون السياسة ولا يطمحون إلى أكثر من كسرة خبزٍ ومأوَى وبقيَّة استقرار يكْفُلُ
لهم تعليم أطفالِهم لعلهم يسعدون أكثر من جيلِنا المعاصر
ـ أو يزداد بها المسلمون تشرذُما وتفرُّقًا وتفرُّقا
فإن تضرَّرَ بها هؤلاء أكثرَ أو تسبَّبَتْ في توقيفِ
بعض الخواصِّ من أهل العلم والحلم توقيفًا أو سِجنا لا فضلَ فيه إلا حرمانُ
العامَّة من علومِهم فلْتصْمُتْ ولْتتَوَقَّفْ لأن النائم في ظل الفتَنِ خير من
اليقظان وكذلك القائم فيها خير من الساعي.
وإن تَكُ فتواكَ جُزْءًا من دَفْعِ معاناة المشرَّدين
والمخطوفين والمحرَّقين والجوعَى أو جزءًا من تحرير رقاب الأسرى والمسجونين أو جزءا
من إخماد الفتن والحرائق والثورات والهيجان وانفلات الأمن فامْضِ مستعينا بالله
فذلكم الرباط وذلكم الرباط في هذه المرحلة
من فقه المرحلة للحسن ماديك
0 التعليقات:
إرسال تعليق