يدور فقه المرحلة لي حول كلية استبقاء ما تبقَّى من
طمأنينة العامة رُضَّعًا ونساءً وعجزةً وحمالا وخبازا وطبيبا... وأمنِهم، فلا
يسرقهما دعاة ثورات الغوغاء ولا ينسِفهما دعاة التكفير والتفجير ضحايا مخدِّرِ
معنويٍّ عمَّتْ به البلوَى هو "اعتبار الواقع وَهْمًا من الأوهام أو كابوسا
مرعِبًا في المنام أي لا أثَر له بعد اليَقظة فترى كثيرا من قادة التيارات
الإسلامية العلنية والسرية والجهادية يُفْتِي فتْوَى تدفَع بالطفل الصغير إلى
ظلمات السجن فيضيع عمره ومستقبله فلا تنتفع به الأمة وإذا بالشيخ المفتي "كمثل
الشيطان" يوقع الأطفال والنساء ومن لا يفقهون من السياسة وفقه الواقع نقيرا
ولا قطميرا ثم يتخلَّى عنهم، ولا يستطيع لهم نصرا ولا فكاك أسْرٍ، ذلكم أن الفتنةَ
اليوم قد انطلقت من مُنْزَلَقٍ مُبْعِدٍ عن الحقِّ والرشد اللذيْن يهدي إليْهما
القرآن العجب، ذلكم الْـمُنْزَلَقُ هو أن كثيرا من أئمة المساجد والمعممين يعتبر
كل منهم أنه قائم مقام النبيِّ صلى الله عليه وعلى ءاله وصحبه وسلم في الأمَّة
ووصِيُّه عليها من بعده فتراه يأمر بالجهاد والتفجير ويزعم السعي لإقامة الخلافة
الإسلامية وهو في نفس الوقت مختفٍ مستتر عاجز عن تأمين نفسه وهو أعجز عن تأمين
المظلومين والمشردين والمحرقين، متجاهلا أكبرَ شروط جهاد الدفع وهي الدعوة إليه من
سلطان أو حاكم مسلم ظاهر في الأرض غير مُخْتَفٍ ولا مستتر يتمكن من تأمين مَن
يأوِي إليه من المستضعفين والمظلومين.
تلكم خلاصة قصيرة لفقهي المرحلة المؤصَّلِ من
القرآن والْـهَدْيَ النبويَّ لِتَتَأَتَّى تنشئة الناشئة بالعلم والحبِّ ليتمكنوا
من النهوض والبناء والتعمير بتحصينِ طمأنينتهم وأمنهم واستقرارهم.
بقلم/
الحسن محمد ماديك
0 التعليقات:
إرسال تعليق