لقد
تضمنت سورة البقرة الخطابَ والتكليفَ بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى في
قوله تعالى ﴿حافِظُوا عَلى الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين﴾، ومن عجب
تفصيل الكتاب المنزل الانتقالُ من صيغة الخطاب إلى وصفِ تمثُّلِ المؤمنين في ثلاث
سور:
أولاها
سورة الأنعام تضمنت:
ـ ﴿وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدِّقُ
الذي بين يديْه ولِتُنذرَ أمَّ القرى ومَن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به
وَهُمْ على صَلَاتِهم يُحَافِظُون﴾
وثانيها
سورة المؤمنين تضمنت
ـ ﴿قد
أفلح المؤمنون الذين هُمْ في صَلَاتِهم خَاشِعُون﴾ المؤمنون
ـ ﴿والذين
هُم عَلَى صَلَوَاتِهم يُحَافِظُون﴾ المؤمنون
ويعني
والله أعلم وصفُ تمثُّلِ المؤمنين مرتين مفصول بينهما قليلا الإشارة إلى صلاة
الظهرين الظهر والعصر.
وثالثها
سورة المعارج تضمنت:
ـ ﴿إن
الإنسان خُلِقَ هلوعا إذا مَسَّه الشر جزوعا وإذا مسَّه الخير منوعا إلا المصلين
الذين هم على صلاتِهم دائمون﴾ المعارج
ـ ﴿والذين
هم على صلاتِهم يحافظون﴾ المعارج
ويعني
والله أعلم وصفُ تمثل المؤمنين مرتين مفصول بينهما قليلا الإشارة إلى صلاة العشاءيْن
المغرب والعشاء، وناسبَ تفردُ وصفِ تمثلِ المؤمنين في سورة الأنعام صلاةَ الفجر،
وتتجلى مواقيت الصلوات الخمس في مواقع السور الثلاث في المصحف وكذلك الفصل بين
التكليف في سورة البقرة وبين سورة الأنعام كما بين منتصف الليل ومطلع الفجر، وكذلك
الفصل بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كما بين سورة الأنعام وسورة المؤمنين وكذلك
الفصل بين صلاة العصر وصلاة المغرب كما بين سورة المؤمنين وسورة المعارج ويتمدد وقت
صلاة العشاء قبل منتصف الليل كما بين سورة المعارج إلى نهاية المصحف، وهو الوقت
المخصص بعضه لقيام الليل إذ ووقع في سورة الذاريات وصف المؤمنين فيه بأنهم قليلا
ما يهجعون وأنهم بالأسحار يستغفرون ووقع في سورة المزمل وصف قيام الليل ناشئة بعد نوم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق