السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن دعوتَكم في بيانِكم قبل يومين "الأمَّةَ الإسلامية إلى نصرة المضطهدين والمجاهدين في سوريا" لمن المعروف غير المنكرِ إلا ما تضمنتْه من خلط عريض منه:
ـ أن في خطابِ خواصِّ أهلِ العلمِ عمومَ الأمَّةِ في سياق الانتصار والجهاد فضفضةً وتمييعا يجعل كلًّا من الفرد المسلم والمجتمعات والأنظمة العربية في حِلٍّ من التخاذل والتخلُّفِ إذ لم تخاطبه هيئة كبار العلماء الموقرة بالاسم والوصف الصريح الفصيح.
ـ أن في خطابِ خواصِّ أهلِ العلمِ عمومَ الأمَّةِ في مرحلةٍ تداعَى عليها الأحزابُ الغزاةُ الأكلةُ قصعتَها إذنًا صريحا يتمتع باستغلاله شبابٌ طيبون سُذّجٌ قَلَّ عِلمُهم وفقههم فانتشلتهم ألوية الشيطان الغرور كتنظيم داعش والدعاة إلى أبواب جهنم بالتفجير والانتحار.
ـ أن في خطابِ خواصِّ أهلِ العلمِ عمومَ الأمَّةِ في هذه المرحلة اجتنابَ أيسرِ الطرق وأقصرِها باختيارِ أطولِ الطُّرق المبعدة عن النصر وكَبْتِ العدوِّ ذلك أن أقصرَ الطرق وأيسرَها هو الدَّفْعُ الجماعيُّ، شرعٌ أذِن اللهُ به في الكتاب المنزل لكل مِصْرٍ في كل عَصْرٍ شريطة أن يتم في ظل سلطان (حاكم) غير مستترٍ ولا مُخْتَفٍ بل متمكن من تأمين مَن يأوي إليه، صفاتٌ اتصف بها الملك سلمان في المملكة العربية السعودية والرئيس أردوغان في تركيا وغيرهما من حكام أهل السنَّة لو شاءوا.
ـ قصورُ بيان هيئة كبار العلماء الموقرة عن وصْفِ الخَرْقِ وتعذُّر الرَّتْقِ إثرَ تحالف الروس والغرب والشيعة الصفويين والليبراليين العرب على أهل السنة في الجزيرة العربية تحالفا يسعى لتمزيق تركيا واستدراجها استدراجا لا عاصم منه إلا أن يرحم ربُّنا وليتفرغ التحالف اللعين لاجتياح السعودية وما حولها مما تبقَّى من أطفال أهل السنّة ونسائهم.
الحسن محمد ماديك
صاحب مدرسة لتأصيل التفسير والقراءات وفقه المرحلة

في الثامن من اكتوبر 2015

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Top