مقدمة كتابي "مثاني المعاني"
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومَن والَاه، وبعد:
فقد قرّرْتُ منذُ عشرين سنة تجاوُزَ القراءاتِ الأدائيَّةَ إلى توظيفِ تلاوتي القرآنَ لنفسي في تأمُّلِ دلالاتِه ومعانيه تدبُّرا قَلَبَ من موازينِي وتصوّراتي رأسًا على عَقِبٍ إذ تبيّنتُ من الْخطابِ في الكتابِ الْمُنزّل التكليفَ بالإيمان بالكتاب كلِّه والتكليفَ بالإيمان بالغيب في سياق المغايرة بينه وبين الآخِرَةِ (البعث والحساب والعقاب) في سياق الخطاب باليقينِ بها، وسارعْتُ إلى قراءة التفاسير قديمها وحديثها بحْثًا عن تفصيلِ ما أُجْمِلَ في الكتاب كلِّه لعلِّي أنجُو بفضل الله من موبِقَة إِنكارِ بعض الكتابِ، وعن تفصيل الغيبِ في الكتاب لعلّي أنْـجُو بالإيمان يوم يُصبحُ الغَيْبُ شهادة قبل انقضاء الدّنيا، وفَزِعْتُ فزَعا شَابَ به سوادُ شعري وهزُل به جِسْمِي لإعراضِ الْمُفسّرين عن ذلك التفصيل الكبير الخطيرِ ولعلّه من معاني وصفِ القرآن بالقَوْلِ الثَّقِيلِ.
وتمكنتُ بفضل تفرُّغِي في مراكش المحروسة من إتمام تفسيري القرآن العظيم في خمسة أجزاء كالتالي:
القسم الأول: هو هذا الكتاب "مثاني المعاني" جعلته مُعجَما للمعاني والدلالات في كلمات القرآن وحروفه ومضمراته ولعلّ مُتدبّرا يستنبطُ مِن رُشْدِ القرآن وهَدْيِه أقومَ مِن فهمي الذي تجرّد منه هذا الكتاب.
وإذْ علمتُ بأن القرآن العظيم غَنِيٌّ في ذاتِه يُفَسِّرُ بعضُه بعضا فقد رتَّبْتُ كلماته ترتيبا تُستنبَط منه المعانى والدلالاتُ، وباستثناء الْـهَدْيِ النبويّ ـ نصف الوحي ـ فلن يحتاجَ المتدبّرُ لِتبيُّنِ معاني القرآن إلى رأي أو فلسفة أو تقليد.
القسم الثاني: تجديد أصول التفسير "تأصيل جديد".
القسم الثالث: معاني كلمات القرآن وحروفه ومضمراته.
القسم الرابع: من تفصيل الكتاب.
القسم الخامس: من بيان القرآن.
وقد اطّلعتُ ـ في سياق هذا الكتاب "مثاني المعاني" ـ على كتابين نفيسيْنِ بانَ فضْلُهُما على الباحثين والدّارِسِينَ الكتابَ المنزّل مِن عند اللهِ الْحكيمِ الخبير العليمِ على النبيّ الأمّيّ صلى اللهُ عليه وعلى ءالِه وسلّم هما:
ـ"فتح الرحمان لطالب آيات القرآن" لعلِيٍّ زاده فيض الله بن موسى الحسَني رحمه الله
ـ"المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم"لمحمد فؤاد عبد الباقي رحمهما الله
وتتبّعْتُ فيهما جمعَ الكلمات وبعضَ الحروف جمعا اقتصر على بناء الكلمة إفرادا وتثنية وجمعا وإعرابا واشتقاقا وتصريفا وحسب سياق الماضي الْمُنقضِي والاستقبال والخطابِ أمْرًا ونَهْيًا وحسب ترتيب إسناد الفعل وترتيب زوائده ترتيبا يتّفِقُ ولا يختلِفُ عن ترتيب الحواسيب الآليّةِ، ولا يستفيد منه الباحث إلا قليلا لاكتفائه بِحَصْرِ مواطنِ تكرار الكلمة. 
وإنّما افتقارُ الْبشريّةِ اليومَ إلى مُعجمٍ يُـمَكّنُ الباحثين الْمُسلمين ومِن سائر الأديان والْمِلَلِ والنّحَل على السواءِ مِن تتبُّعِ الْمَعنَى والدّلالةِ في جذْرِ الكلمة الواحدة وفي غيرِها من الكلمات التي اختلف جذْرُها ومبناها ويتّضِح بهما المعنى أكثرَ فأكثر كما تتضِحُ ملامحُ ذي الصورة بتعدُّدِ تصويرِها في مواطنَ كثيرةٍ، وهذه نماذجُ ما امتازَ به كتابي هذا "مثَانِـي الْـمعانِي":
ـ في مادّة خلود أهل الْـجَنَّةِ بدأتُ بِـحَصْرِ الوصْفِ ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ ثم لِتِبيَانِ المعاني وإيضاحِها أتبعتُه بالمثاني  معه كما في قوله ﴿مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا﴾ [الكهف 3] وقوله ﴿وَمَا هُم مِّنْهَا بِـمُـخْرَجِينَ﴾ [الحجر 48] وقوله ﴿الذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْـمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِه لَا يَـمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَـمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ [فاطر 35] إلى نهاية الاستقراء.
ـ في مادّة "قـبـر" بدأتُ بقوله ﴿ثُـمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْـبَرَهُ﴾ [عبس 21] ثم لتبيان المعنَى وإيضاحِه أتبعتُه بالمثاني ﴿فَبَعَثَ اللهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِـيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ﴾ [المائدة 31] وقولِه ﴿أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ﴾ [النحل 59] ثم تتبّعْتُ كلمة "القبور" حسب المعنى والسياق مُبْرِزًا الْوعْدَ بالفناء والعدم كما في المثاني:
﴿وَمَا أَنْتَ بِـمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ﴾ [فاطر 22] 
﴿كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ﴾ [آخِر الممتحنة]
﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ﴾ [ق 4]
﴿قَالُوا أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ﴾ [قد أفلح 82]
﴿وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ أَوَءَابَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ [الصافات 13]
﴿وَكَانُوا يَقُولُونَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ أَوَءَابَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ [الواقعة 47]
﴿يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرابًا وَعِظَامًا أَءِنَّا لَـمَبْعُوثُونَ﴾ [الصافات 53]
﴿فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعيدٌ﴾ [ق 2 ـ 3]
﴿أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ﴾ [قد أفلح 35]
﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُـهُمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ [الرعد 5]
﴿وَقَالَ الذِينَ كَفَرُوا أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا وَءَابَاؤُنَا أَئِنَّا لَـمُخْرَجُونَ﴾ [النمل 67]
﴿قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِـمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ﴾ [بني إسرائيل 50 ـ 51]
﴿وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الواقعة 61]
ثم تتبّعْتُ كلمة "القبور" حسب المعنى والسياق مُبْرِزًا الْوعْدَ بالخروج من القبور للبعث والحساب كما في المثاني:
﴿وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِـي الْقُبُورِ﴾ [الحج 7]
﴿وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ﴾ [الانفطار 4]
﴿وَإِذَا بُعْثِرَ مَا فِـي الْقُبُورِ﴾ [العاديات 9]
﴿ثُـمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَـخْرُجُونَ﴾ [الروم 25]
﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِـحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [بني إسرائيل 52]
﴿وَنُفِخَ فِـي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَـى رَبِّـهِمْ يَنْسِلُونَ﴾ [يس 51]
﴿يَومَ يَدْعُ الدّاعِ إِلَى شَيْءٍ نَّكُرٍ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّـهُمْ جَرَادٌ مُّنْتَشِرٌ﴾ [القمر 6 ـ 7]
﴿يَوْمَ يَـخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّـهُمْ إِلَـى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ [المعارج 43]
ثم أفردتُّ حرف ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ [براءة 84]
ثم أفردتُّ حرف ﴿أَلْـهَاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُـمُ الْمَقَابِرَ﴾ [بداية التكاثر]
ثم بيّنتُ نعيمَ البرزخ بالمثاني:
﴿وَلَا تَـحْسَبَنَّ الذِينَ قُتِلُوا فِـي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّـهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِـمَا ءَاتَاُهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالذِينَ لَـمْ يَلْحَقُوا بِـهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَـحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران 168 ـ 170]
﴿وَلَا تَقُولُوا لِـمَنْ يُقْتَلُ فِـي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لَّا تَشْعُرُونَ [البقرة 154]
﴿يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِـمَا يُـحْيِيكُمْ [الأنفال 24]
﴿قِيلَ ادْخُلِ الْـجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِـمَا غَفَرَ لِـي رَبِّـي وَجَعَلَنِـي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [يس 27]
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْـمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَـى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِـي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِـي [الفجر27 ـ 30]
﴿أَمْ حَسِبَ الذِينَ اجْتَرَحُوا السِّيِّئَاتِ أَن نَّـجْعَلَهُمْ كَالذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِـحَاتِ سَوَاءً مَّـحْيَاهُمْ وَمَـمَاتُـهُمْ سَاءَ مَا يَـحْكُمُونَ [الجاثية 21]
﴿إِنَّ الذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَـهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ [الأعراف 40]
﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ﴾ [التطفيف 18 ـ 21] 
ثم بيّنتُ عذابَ البرزخ بالمثاني:
﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِـمُونَ فِـي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُـجْزَوْنَ عَذَابَ الْـهُونِ [الأنعام 93]
﴿مِـمَّا خَطِيئَاتِـهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَـجِدُوا لَـهُم مِّنْ دُونِ اللهِ أَنْصَارًا [نوح 25]
﴿وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَـى أَشَدِّ الْعَذَابِ [غافر 46]
﴿تَاللهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَـى أُمَمٍ مِّنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَـهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَـهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَـهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النحل 63]
﴿وَإِنْ كُلٌّ لَّمَّا جَـمِيعٌ لَّدَيْنَا مُـحْضَرُونَ [يس 32]
﴿لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَـى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ﴾ [الأنبياء 13]
﴿سَنُعَذِّبُـهُم مَّرَّتَيْنِ ثُـمَّ يُرَدُّونَ إِلَـى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة 101]
﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ [التطفيف 7 ـ 10]
﴿إِنَّ الذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَـهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ [الأعراف 40]
ثم بيّنتُ من طولِ مُدَّةِ البرزخ بالمثاني:
﴿قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِـي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [الفلاح 112 ـ 114]
﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ وَقَالَ الذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيـمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِـي كِتَابِ اللهِ إِلَـى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَـَذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [الروم 55 ـ 56]
﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِـي الصُّورِ وَنَـحْشُرُ الْـمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا نَـحْنُ أَعْلَمُ بِـمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا [طه 102 ـ 104]
﴿يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِـحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا [بني إسرائيل 52] 
﴿وَيَوْمَ يَـحْشُرُهُمْ كَأَن لَّـمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ [يونس 45]
﴿وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّـى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلَنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ثُـمَّ رُدُّوا إِلَـى اللهِ مَوْلَاهُمُ الْـحَقِّ [الأنعام 60 ـ 62]
﴿مَتَاعٌ فِـي الدُّنْيَا ثُـمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ [يونس 70]
ولم أشَإِ الاستقصاء في هذا النموذج.
وقد ابتدأتُ هذا المعجم بمادة "اسم" فالأسماء الحسنى ثم الملائكة ثم الأنبياء والرسل قبل البدْء بحرف الهمزة حسب ترتيب المعجم.
ومِن جديد هذا المعجم "مثاني المعاني" أن ألْحَقْتُ الأفعالَ والصفاتِ المسندةَ إلى اللهِ بالأسماء الحسنَى لتِبيانِها بها.
وقد جمعتُ في كتابي هذا "مثاني المعاني" جميع كلمات الكتاب المنزّل وحروفه ومضمراته ترتيبا جديدا ـ خلا من التكرار إلا لضرورة ـ لم تتضمّنه المعاجم قبله مع اعترافي بفضل سَبْقِها واغترافي من مادَّتِها اغترافا ليس مِن قَبيلِ النسْخِ واللصقِ، والْتَزَمْتُ ضبْط حركات البناء والإعراب على السواء.
ولتيسير البحث على غير الحفّاظ اضطُرِرْتُ إلى اعتماد ترقيم العدد الكوفي لِانتشاره، وإلى اعتمادِ روايةَ حفص تبَعا له، وفي النَّفْسِ شيء من اعتبار علم العدد توقيفيّا، إذ كلٌّ منه فاصلة لا آيَةٌ.   
ولا تتأتّى الاستفادة من "مثاني المعاني" إلا بدراية اعتمادي الشَّرْطَة الواحدة قبل المادة دليلا على معنًى اعتمدتُّه كعنوان ثم ما يأتي بعده مسبوق بشرطتين اثنتين دلالةً على أنه من المثاني معه لتفسيره وتبيانه.     
وأدعو أهْلَ الْعِلْمِ وسائرَ خواصّ الأمّةِ للمسارعة إلى دعم هذا المشروع الكبير والله المستعان وبه توفيقي وهو حسبي ونعم الوكيل.
بقلم/ الحسن ولد ماديك

1 التعليقات:

 
Top